كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 2)

ووصف نفسه بالعلم، قال: {وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: آية 282]، {لَّكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ} [النساء: آية 166]، {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ (7)} [الأعراف: آية 7].
ووصف بعض خلقه بالعلم، قال: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [الذاريات: آية 28]، {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ} [يوسف: آية 68]، {يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} [الانفطار: آية 12].
ولا شك أن لله علماً حقيقيّاً لائقاً بكماله وجلاله، وللمخلوق علماً مناسباً لعجزه وفنائه وافتقاره، فصفة الله حق، وصفة المخلوق حق، وكل بحسبه؛ فصفة الله لائقة بذاته، وصفة المخلوق مناسبة لذاته، وبين صفة الخالق والمخلوق من المنافاة كما بين ذات الخالق والمخلوق.
ووصف نفسه بالإرادة، فقال: {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [البروج: آية 16]، {يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ} [النساء: آية 28].
ووصف بعض خلقه بالإرادة: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا} [الأنفال: آية 67]، {إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً} [الأحزاب: آية 13].
ولا شك أن لله إرادة حقيقية لائقَةٌ بكَمالِهِ وجلاله، وللمخلوق إرادة حقيقية مناسبة لحاله وعجزه وافتقاره وفنائه، فبين الإرادة والإرادة من المنافاة كمثل ما بين الذات والذات.
ووصف نفسه بأنه متكلم: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [النساء: آية 164]، {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} [الأعراف: آية 144]، {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ} [التوبة: آية 6].

الصفحة 568