كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 2)

الْقَدِيمِ} [يس: آية 39]، {إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ} [يوسف: آية 95]، {أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)} [الشعراء: آية 76]، والبقاء وَصَف به الحادث حيث قال: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77)} [الصافات: آية 77]، {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ} [النحل: آية 96].
والوحدانية وصف بها نفسه: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: آية 163].
ووصف بعض المخلوقين بها قال: {يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ} [الرعد: آية 4].
والغنى وصف به نفسه: {إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} [إبراهيم: آية 8]، {وَاللَهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [التغابن: آية 6].
وقال في بعض المخلوقين: {وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ} [النساء: آية 16]، {إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللهُ} [النور: آية 32].
ولا شك أن ما وُصف به الله من هذه الصفات مخالف لما وُصف به المخلوق كمخالفة ذات الله لذات المخلوق، فلا مناسبة بين الذات والذات، ولا بين الصفة والصفة، فالله حق، وصفاته حق، والمخلوقون حق، وصفاتهم حق، إلا أن صفة كل بحسبه، فصفة الله بالِغة من الكمال والتنزيه ما تتعاظم أن تشبهه صفات المخلوقين، كما أن ذات الخالق تتعاظم أن تشبه ذوات المخلوقين.
وهذه الصفات الجامعة (¬1) كالعلو، والكِبَر، والعظم، والملك،
¬_________
(¬1) مضى عند تفسير الآية (147) من هذه السورة.

الصفحة 570