كذا قال جماعة من المفسرين. وقال عكرمة: لما نزلت هذه الآية، قال أهل الملل للنبي صلى الله عليه وسلم: قد أسلمنا قبلك ونحن المسلمون، فقال الله تعالى له: ((حجهم يا محمد))، وأنزل عليه: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا} [آل عمران: 96]، فحج المسلمون وقعد الكفار. وذكر عن ابن عباس أنه قال: نزلت {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر} إلى قوله: {ولا هم يحزنون} [البقرة: 62]، ثم أنزل الله تعالى بعدها: {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه} الآية [آل عمران: 85].
وهذه إشارة إلى النسخ، وقال بعضهم: إن قوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلم دينًا} الآية نزلت في الحارث بن سويد وكان مسلمًا ثم ارتد ولحق بالشرك، ثم ندم فأرسل إليه قومه أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لي من توبة؟ قال: فنزلت، فأرسل إليه قومه فأسلم. وقال السدي: نسخ الله تعالى بقوله: {إلا الذين تابوا} [آل عمران: 89]، قوله: {أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله} [آل عمران: 87]، وهذا الذي ذكره لا يصح على حقيقة النسخ. وقال عكرمة: نزلت هذه الآية في أبي عامر الراهب والحارث بن سويد وابن الأسلت في اثني عشر رجعوا عن الإسلام ولحقوا بقريش ثم كتبوا إلى أهليهم: هل لنا من توبة؟ فنزلت الآية.