كتاب شرح رياض الصالحين (اسم الجزء: 2)

106 ـ الثاني عشر: عن أبي فراس ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أهل الصفة ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال: (سلني) ، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: (أو غير ذلك؟) قلت: هو ذاك، قال: (فأعني على نفسك بكثرة السجود) رواه مسلم.
EXقال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقل عن ربيعه بن كعب الأسلميّ ـ رضي الله عنه ـ وكان خادماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أهل الصفة. والذين يخدمون النبي صلى الله عليه وسلم من الأحرار عدد، منهم ربيعه بن كعب، ومنهم ابن مسعود، ولهم الشرف بخدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أهل الصفة؛ وأهل الصفة رجال مهاجرون، هاجروا إلى المدينة، وليس لهم مأوى، فوطنهم النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في صفة في المسجد النبوي، وكانوا أحياناً يبلغون الثمانين، وأحياناً دون ذلك، وكان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يأتونهم بالطعام واللبن وغيره، مما يتصدقون به عليهم.

فكان ربيعة بن كعب ـ رضي الله عنه ـ يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يأتيه بوضوئه وحاجته. الوضوء بالفتح: الماء الذي يتوضأ به، والضوء بالضم: فعل الوضوء، وأما الحاجة فلم يبينها، ولكن المراد: كل ما يحتاجه النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يأتي به إليه.

الصفحة 102