كتاب شرح رياض الصالحين (اسم الجزء: 2)

للناس، وروي بفتحهما، معناه ظاهر، والله أعلم.
EXقال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن أنس بين مالك ـ رضي الله عنه ـ عن عمه أنس بن النضر ـ رضي الله عنه ـ أن أنسأ لم يكن مع الرسول صلى الله عليه وسلم ـ يعني أنس بن النضر ـ في بدر، وذلك لأن غزوة بدر خرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يريد القتال، وإنما يريد عير قريش وليس معه إلا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، معهم سبعون بعيراً وفرسان يتعاقبون عليها، وقد تخلف عنها كثير من الصحابة لأنها ليست غزوة، ولم يدع إليها أحد؛ وإنما خرج إليها الخفاف من الناس.
قال أنس بن النضر للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يبين له أنه لم يكن معه في أول قتال قاتل فيه المشركين، وقال: لئن أدركت قتالاً ليرين الله ما أصنع.

فلما كانت أحد، وهي بعد غزوة بدر بسنة وشهر، خرج الناس وقاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وصارت الدائرة في أول النهار للمسلمين، ولكن، لما تخلف الرماة عن الموقع الذي جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم فيه، ونزلوا من الجبل؛ كر فرسان المشركين على المسلمين من خلفهم، واختلطوا بهم، وانكشف المسلمون، وصارت الهزيمة. لما انكشف المسلمون تقدم أنس بن النضر ـ رضي الله عنه ـ وقال: (اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء) يعني أصحابه، (وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء) ، يعني أصحابه، (وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء) يعني المشركين.
ثم تقدم ـ رضي الله عنه ـ فاستقبله سعد بن معاذ، فسأله إلي أين؟

الصفحة 109