كتاب البلاغة العربية (اسم الجزء: 2)

فَأَوْجَزَ في بيانه حتى في كلمة "تَسْتَطعْ" إذْ قال: "تَسْطعْ" بحذف التاء التي بعد السين.
إنّ مقتضى الحال بعد انتهاء أجل المصاحبة، إذْ لم يلتزم موسَى عليه السلام بشروطها، أنْ يكون الكلامُ مُوجزاً جدّاً، إذْ لا داعِيَ للإِطناب ولا للمساواة، ومِثْلُ موسى عليه السلام يكفيه من الكلام عبارة: "هَذا فِرَاقُ بيني وَبَيْنِكَ" فهو الخبير بإخلاله بشروط المصاحبة المتَّفق عليها.
***
مجالات استعمال الأقسام السّوية
ذكر أساطين الأَدب، وبُلَغاء الناس وفُطناؤهم طائفةً من مجالاَت القول التي يَحْسُنُ فيها استعمال كلٍّ من أقسام الكلام الثلاثة:
"المساواة - الإِيجاز - الإِطناب".
وفيما يلي عرضٌ مفَصَّلٌ لبعض هذه المجالات:
أوّلاً:
ممّا هُو مُتّفَقٌ عليه لزوم اختيار أسلوب "المساواة" بَيْنَ الألفاظ والمعاني، حتَّى تكونَ الأَلفاظ كالقوالب للمعاني دون زيادة ولا نقصان، في عِدَّةِ مجالاَتٍ من مجالات القول، منها ما يلي:
(1) مُتُونُ العلوم المحرَّرة.
(2) نُصُوصُ الموادّ القانونيَّة والتشريعيَّة.
(3) نُصُوص المعاهدات بين الدُّول.
(4) القرارات والمراسيم.
(5) بيانات أحكام الدين، ومطالب الشريعة المحدّدة.

الصفحة 13