كتاب البلاغة العربية (اسم الجزء: 2)

(2)
تقسيم الإِيجاز
الإِيجاز السّويّ ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: "إِيجَازُ الْقِصَر" وهو الإِيجاز الذي لاَ يُعْتَمَدُ فيه على استخدام الحذفِ.
القسم الثاني: "إيجازُ الْحَذْف" وهو الإِيجاز الذي يكون قِصَرُ الكلام فيه بسبب استخدام حذف بعض الكلام اكتفاءً بدلالة القرائِن على ما حُذف.
***
(3)
شرح إيجاز الْقِصَر
سبق بيان أنّ "إيجازَ القِصَر" هُو الإِيجاز الذي لا يُعْتَمَدُ فيه على استخدام الحذف.
ولكن كيف يكون "إيجاز القِصَرِ" هذا؟.
لقد جاء في وصف خاتم المرسلين محمد بن عبد الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنَّهُ أُوتِيَ جَوَامعَ الكَلِم، ونجد في أقواله أمثلةً كثيرةً جدّاً ينطبق عليها عنوان "إيجاز الْقِصَر" ألفاظُها قليلة، ومعانيها غزيرة، دون أن يكون فيها ما يدُلُّ على كلام مطويّ محذوف من اللّفظ، مُشارٍ إليه بقرينة من قرائن المقال، أو قرائن الحال، أو الاقتضاء العقلي.
وفي القرآن أمثلة رائعة وكثيرة جدّاً، يَرَى فيها متدبّرو كتاب الله المجيد قِصَراً

الصفحة 29