كتاب البلاغة العربية (اسم الجزء: 2)

(5) وقال أعْرابيّ:
"بَاكَرَنَا وَسْمِيّ، ثُمَّ خَلَفَهُ ولِيّ، فالأَرْضُ كَأَنَّهَا وَشْيٌ مَنْشُورْ، عَلَيْهِ لُؤْلُؤٌ مَنْثُورْ، ثُمَّ أَتَتْنَا غُيُومُ جَرَادْ، بِمَنَاجلِ حَصَادْ، فَجَرَدَتِ الْبِلاَدْ، وَأَهْلَكَتِ الْعِبَادْ، فَسْبُحانَ مَنْ يُهْلِكُ الْقَوِيَّ الأَكُولْ، بالضِّعيفِ الْمَأْكُولْ".
الوسْمِيُّ: مطر الربيع الأول.
الْوَلِيُّ: المطر يسقُط بَعْدَ المطر.
القسم الثالث: "المطرّف" ويقال فيه: "السَّجْعُ الْمُطَرَّف".
وهو أن تكون الكلمتان الأخيرتان من السَّجْعتين مختلفتين في الوزن، متفقَتَيْن في الحرف الأخير، وعندئذٍ لا يُنْظَرُ إلى ما قبلهما في الاتفاق أو الاختلاف، مثل ما يلي:
(1) قول الله عزّ وجلّ في سورة (نوح/ 71 مصحف/ 71 نزول) حكايةً لما قال نوحٌ عليه السلام لقومه:
{مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} [الآيات: 13 - 14] .
كلمتا: "وَقَارا" و"أَطْوَارَا" مختلفتان في الوزن، متفقتان في الحرف الأخير.
(2) قَوْلِ أحد البلغاء:
"الإِنْسَانُ بآدَابهْ لاَ بِزِيِّهِ وَثِيَابِهْ".
ثانياً:
والسّجع في الشعر قد يأتي على وجوه السّجع في النثر، إلاَّ أنّه يختصّ بقسميْن لا يوجدان في النثر، هما: التصريع، والتشطير:
* فالتصريع: يكون بجعل الْعَرُوض (وهي آخر المصراع الأوّل من البيت) مقفّاةً تقفية الضَّرْب (وهو آخر المصراع الثاني من البيت) ومنه أغلب أوائل القصائد، مثل:

الصفحة 507