كتاب البلاغة العربية (اسم الجزء: 2)

المقولة الثانية: توجيه العناية في صناعة الكلام الأدبي

توجيه العناية في صناعة الكلام الأدبيّ للبدء - والتخلّص - والختام
نظر علماء البلاغة إلى الكلام الواحد الذي له مقدّمة تمهيديّة هي بدايته، وموضوع مقصود بالذات هو وسطه، وله مؤخّرة يكون بها ختامُه، فرأوا التَّنْبيه على لزوم توجيه العناية لثلاثة أمور.
(1) البدء بالمقدّمة التي فيها براعة استهلال، وحُسْنُ التأثير في المتلّقي، مع خلّوها ممّا يُسْتَنكَرُ أو يُتَشَاءَمُ به وسمّوا حُسْن اختيار البدء البديع: "براعة استهلال".
(2) التخلّص من المقدمة بأسلوب حَسَنِ بديع للدخول في الموضوع المقصود بالذّات، وسَمَّوا حُسْنَ الانتقال من المقدمة إلى الموضوع الرئيسي في الكلام: "حُسْنَ التخلّص".
(3) الختام الذي ينقطع عنده الكلام، وسَمَّوا حُسْنَ اختيار الختام الحَسَنِ الجميل الملائم: "براعةَ المقطع" أو "براعةَ الختام".
وقالوا: ينبغي للمتكلّم أنْ يتأنَّقَ في مقدّمة كلامه، وفي التخلّص منها إلى مقصود بالذات، وفي الختام.
ونلاحظ أنّ القرآن المجيد يتحلَّى بأبدع وآنَقِ بدايات، وأبدع وآنَق أوساط، وأبدَعِ وآنَقِ نِهَايات.

الصفحة 558