كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 2)

بها مساكن كان الضيف يألفها ... عند التنسم من نكباء مهمار
فيها مرابط أفراس ومعتلج ... وجامل أخريات الليل قرقار
فيها معالم إلا أنها درست ... من واردين ونزال وصدار
فيها مغان وآيات ومختلف ... في سالف الدهر من باد وحضار
ثم آنجلت وهي قد بادت معالمها ... ألقى المراسي فيها وابل سار
وخاويات كساها الدهر أغشية ... من البلى بعد سكان وعمار
جار الزمان عليها فهي خاشعة ... طورين من رائح يسري وأمطار
ففاضت العين لما عيل مجرعها ... فيض القري جفت عنه يد القاري
ودارت الأرض بي حتى اعتصمت بها ... واستك سمعي بعرفان وإنكار
حتى إذا طار نومي ما يفارقني ... ما أوجع القلب من حزن وتذكار
وحان مني أنصراف القلب وانكشفت ... عمياء قلب سراه النوم مهجار
لا يبعد الله حياً كان يجمعهم ... مبدى سويقة أخياراً لأخيار
الباذلين إذا ما الثقل أعدمهم ... جادت أكفهم بالجود مدرار

الصفحة 202