كتاب البصائر والذخائر (اسم الجزء: 2)

نعم، ومنها بدل البيان مثل: ضربت زبداً رأسه، وجاءني قومك بعضهم، قال الله تعالى " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً " آل عمران: 97، لأن فرض الحج يوجه إلى المستطيع؛ وبدل الأشتمال كقولك: سلب زيد ثوبه، لأن السلب اشتمل على الثوب فأبدل منه لدخوله في المعنى، قال الأعشى: الطويل
لقد كان في حول ثواء ثويته ... تقضي لبانات ويسأم سائم
ومنها بدل الغلط، ولا يجوز ذلك في كلام الله تعالى ولا فصيح الشعر، وذلك مثل قولك: مررت برجل حمار، كأنك أردت الحمار فسبق لسانك إلى الرجل ثم استدركت فقلت الحمار.
لشاعر في الفضل بن مروان: البسيط
لا تغبطن أخا الدنيا بمقدرة ... فيها وإن كان ذا عز وسلطان
يكفيك من عبر الأيام ما صنعت ... حوادث الدهر بالفضل بن مروان
إن الليالي لم تحسن إلى أحد ... إلا أساءت إليه بعد إحسان
والعيش حلو ومر لا بقاء له ... جميع ما الناس فيه زائل فان
قال رجل لأعرابي: كيف أنت؟ قال: كما يسرك إن كنت صديقاً، ويسوءك إن كنت عدوا.

الصفحة 222