كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك (اسم الجزء: 2)

الظَّاهِرِيّ وشمس الدّين سنقر المرزوقي وَحج أَيْضا الْأَمِير شرف الدّين عِيسَى بن مهنا وَأَخُوهُ مُحَمَّد فِي عدَّة من عرب آل فضل بلغت عدتهمْ نَحْو اثنى عشر ألف رَاحِلَة. وَفِيه تمزقت جمَاعَة الثائر بجبلة وَكَانَ قد قَامَ فِي النصيرية وَادّعى أَنه الْمهْدي وَأَن دين النصيرية حق وَأَن الْمَلَائِكَة تنصره. فَركب الْعَسْكَر وقاتلوه فَقتل ورسم أَن يبْنى بقرى النصيرية فِي كل قَرْيَة مَسْجِد وتعمل لَهُ ارْض لعمل مَصَالِحه وَأَن يمْنَع النصيرية من الْخطاب وَهُوَ أَن الصَّبِي إِذا بلغ الْحلم عملت لَهُ وَلِيمَة فَإِذا اجْتمع النَّاس وأكلوا وَشَرِبُوا حلفوا الصَّبِي أَرْبَعِينَ يَمِينا على كتمان مَا يودع من الذَّهَب ثمَّ يعلمونه مَذْهَبهم وَهُوَ إلهية عَليّ بن أبي طَالب وَأَن الْخمر حَلَال وَأَن تناسخ الْأَرْوَاح حق وَأَن الْعَالم قديم والبعث بعد الْمَوْت بَاطِل وإنكار الْجنَّة وَالنَّار وَأَن الصَّلَوَات خمس وَهِي إِسْمَاعِيل وَحسن وحسين ومحسن وَفَاطِمَة وَلَا غسل من جَنَابَة بل ذكر هَذِه الْخَمْسَة يُغني عَن الْغسْل وَعَن الْوضُوء وَأَن الصّيام عبارَة عَن ثَلَاثِينَ رجلا وَثَلَاثِينَ امْرَأَة ذكروهم فِي كتبهمْ وَأَن إلههم عَليّ بن أبي طَالب خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَهُوَ الرب وَأَن مُحَمَّدًا هُوَ الْحجاب وسلمان هُوَ الْبَاب. من مَاتَ فِي هَذِه السّنة مِمَّن لَهُ ذكر شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الْأَسدي الطَّيِّبِيّ بطرابلس فِي سادس عشرى رَمَضَان عَن تسع وَسِتِّينَ سنة كَانَ أديباً فالملا بَاشر الْإِنْشَاء مُدَّة وَنفل إِلَى طرابلس فِي توقيعها إِلَى أَن مَاتَ وَمن شعره: هجرت الْخمر لما صَحَّ عِنْدِي بِأَن الْخمر آفَة كل طَاعَة وَلم تَرَ مقلتي فِي الْخمر شَيْئا سوى أَن تجمع الأحباب سَاعَة وَمَات الْأَمِير بهاء الدّين أرسلان الدوادار الناصري يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشرى رَمَضَان فَوجدَ لَهُ مَال جزيل: مِنْهُ أَرْبَعُونَ حياصة ذَهَبا وَأَرْبَعُونَ كلفتاه زركش ومبلغ ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَإِلَيْهِ تنْسب خانكاه بهاء الدّين بمنشاة المهراني. وَمَات شرف الدّين عبد الْوَهَّاب بن فضل الله الْعمريّ كَاتب السِّرّ يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث رَمَضَان بِدِمَشْق ومولده سَابِع ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة حدث عَن ابْن عبد السَّلَام وبرع فِي الْأَدَب وَكَانَ دينا عَاقِلا وقوراً ناهضا ثِقَة أَمينا مشكوراً. مليح الْخط جيد الْإِنْشَاء فولي بعده شهَاب الدّين أَبُو الثَّنَاء مَحْمُود بن سُلَيْمَان

الصفحة 528