كتاب منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)
380 - " بَابُ مَا جَاءَ فِي سُجُودِ الْقُرْآنَ "
446 - عنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
"قَرَأَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - النَّجْمَ بِمَكَّةَ، فَسَجَدَ فِيهَا، وَسَجَدَ مَنْ مَعَهُ غَيْرَ شَيْخٍ أخذَ كَفَّاً مِنْ حَصىً أوْ تُرَابٍ فرفَعَهُ إلى جَبْهَتِهِ، وقَالَ: يَكْفِيني هَذَا، فَرَأيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرَاً".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أجراً (¬1) ... إلخ. ويقوم مقام السجود لمن كان له عذر يمنعه منه ما يقوم مقام تحية المسجد، فلا بأس أن يقول بدلها: " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم ".
380 - " باب سجود القرآن "
ْ446 - معنى الحديث: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: " قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - النجم بمكة " أي قرأ سورة النجم عندما كان بمكة على مرأى من كفار قريش ومسمع منهم " فسجد في " عند قوله تعالى: (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) في نهاية السورة، " وسجد من معه " من المسلمين والمشركين كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: " سجد المسلمون والمشركون والجن والانس " أخرجه البخاري، أي: سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - امتثالاً لأمر ربه، وسجد المسلمون اقتداءً بسنة نبيهم. وسجد المشركون إجلالاً وإكباراً لبلاغة القرآن، وانبهاراً من إعجازه وفصاحته، " غير شيخ " أي رجل طاعن في السن، وهو أمية بن خلف، فإنه لم يسجد استعلاءً وتكبراً، ولكنه " أخذ كفاً من حصى " أو تراب " فرفعه إلى جبهته " أي وضعه عليها " فرأيته بعد ذلك قتل كافراً " يوم بدر. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي.
¬__________
(¬1) " الفقه الإسلامي وأدلته " للدكتور وهبة الزحيلي ج 2.