كتاب تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (اسم الجزء: 2)

يتجهون؛ فأهل اليمن يتجهون إلى الشمال؛ وأهل الشام إلى الجنوب؛ وأهل المشرق إلى المغرب؛ وأهل المغرب إلى الشرق؛ وكل يتجه جهة؛ لكن الاتجاه الذي يجمعهم الكعبة؛ وكل يتجه إلى وجه الله؛ وعلى هذا يكون معنى الآية: أنكم مهما توجهتم في صلاتكم فإنكم تتجهون إلى الله سواء إلى المشرق، أو إلى المغرب، أو إلى الشمال، أو إلى الجنوب.
قوله تعالى: {إن الله واسع عليم}؛ «الواسع» يعني واسع الإحاطة، وواسع الصفات؛ فهو واسع في علمه، وفي قدرته، وسمعه، وبصره، وغير ذلك من صفاته؛ و {عليم} أي ذو علم؛ وعلمه محيط بكل شيء.

الفوائد:

١ ــ من فوائد الآية: انفراد الله بالملك؛ لتقديم الخبر في قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب}.

٢ ــ ومنها: عموم ملك الله؛ لأن المشرق والمغرب يحتويان كل شيء.

٣ ــ ومنها: إحاطة الله تعالى بكل شيء؛ لقوله تعالى: {فأينما تولوا فثم وجه الله}.

٤ ــ ومنها: عموم ملك الله تعالى للمشرق، والمغرب خلقاً وتقديراً؛ وله أن يوجه عباده إلى ما شاء منهما من مشرق ومغرب؛ فله ملك المشرق والمغرب توجيهاً؛ وقد سبق أن قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها ... } [البقرة: ١٠٦] إلى آيات نسخ القبلة كله تمهيد لتحويل القبلة؛ فكأن الله تعالى يقول: لله المشرق والمغرب فإذا شاء جعل اتجاه القبلة إلى المشرق؛ وإذا

الصفحة 14