كتاب تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة (اسم الجزء: 2)
جعل أحكامه، وعقوبته مبنية على عدوان من يستحق هذه العقوبة فقال تعالى: {فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم}.
٢ ــ ومنها: وجوب الكف عن الكفار إذا انتهوا عما هم عليه من الكفر؛ فلا يؤاخذون بما حصل منهم حال كفرهم؛ ويؤيد هذا قوله تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} [الأنفال: ٣٨].
٣ ــ ومنها: إثبات اسمين من أسماء الله، وما تضمناه من صفة، أو حكم؛ وهما «الغفور»، و «الرحيم».
٤ ــ ومنها: أخذ الأحكام الشرعية مما تقتضيه الأسماء الحسنى؛ ولها نظائر؛ منها قوله تعالى في المحاربين: {إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم} [المائدة: ٣٤].
القرآن
( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلَاّ عَلَى الظَّالِمِينَ) (البقرة: ١٩٣)
التفسير:
{١٩٣} قوله تعالى: {وقاتلوهم} أي قاتلوا الكفار {حتى لا تكون فتنة} أي صد عن سبيل الله بأن يكفوا عن المسلمين، ويدخلوا في الإسلام، أو يبذلوا الجزية؛ {ويكون الدين لله} أي يكون الدين الظاهر الغالب لله تعالى أي دين الله ــ.