كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 2)

133…
2 - عباس كان شريكا لاخيه أسعد في اعمال الحفر وميكانيكا المعدات الزراعية والمخارط.
وحاليا مريض ولديه مزرعة في ضواحي المدينة المنورة.
3 - عبد الوهاب موظفا في الخطوط الجوية السعودية بالمدينة المنورة.
توفي والده كما اسلفت بعد ولادته وهو طفل صغير فنشأيتما فقيرا ليس له اقرباء في المدينة المنورة وانما يوجد اثنين من اخواله في مكة المكرمة وكذلك احد اقرابء والده في مكة ايضا ويسمى علي أبو جناح، وفي عام 1334هـ بدأت الثورة العربية وتحرك الاشراف فقام فخري بترحيل اهل المدينة بعد ان استولى عى الارزاق وتضرر اهل المدينة من فعل فخري وجنوده (حصار وجوع) فسافر معظم أهل المديننة إلى الخارج ولم يكن الوالد وأمه وأخته يملكون ما يسافرون به فأرسل اليهم أحد الخوال مرسولاً من مكة لمساعدتهم على السفر وسافرا مع بعض الركب قاصدين مكة وكان الطريق مليئا بالجيش العثماني المتمركز على رؤوس الجبال وعلى لطرقات وكان الشريف مقيما في الفريش (عرضي الشريف) واضطر الركب للتمويه في السفر إلى (ملل) ومنها إلى الفريش وواجهوا في هذه الرحلة اهوالا ومتاعب من فقر وخوف وجوع وظمأ حتى أنهم وجدوا في الطريق بقايا احد الجمال الميتة فقطعوا منه وأكلوا من شدة الجهد والمسغبة وواصلوا سيرهم ويبلغ بهم الجهد والجوع مرة اخرى إلى ان ارسل الله اليهم احد ابناء البادية الذي رزق لحالهم حيث كانوا امرأة وطفلا وطفلة ليس معهم رجل او جماعة فأعطاهم حفنة من الدقيق وقليلا من السكر والسمن خلطوه جميعا واكلوه وكان الوالد يدعو لذلك الرجل ويتمنى انه يعرفه رحمهم الله وايانا جميعا، وبعد ذلك اكملوا السير إلى ينبع حيث استقلوا (ساعيه) إلى جدة واستغرقت الرحلة إلى جدة في البحر ما يقرب من عشرين يوما حيث تاهوا في البحر حتى نفذ ما لديهم من مؤونة وايقنوا بالهلاك فاخذ كبار السن يستغيثون الله ويكبرون وكان معهم رجل صالح…

الصفحة 133