كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 2)

134…
يدعى الشريف (المحجوبي) اخذ يبتهل بصوت شجي ومؤثر وطلب من الجميع الاستغفار والالحاح على الله في الدعاء بأن ينجيهم وما ان انتهوا الا وقد لاحت لهم معالم مدينة جدة وصدق الله العظيم اذ يقول (أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء).
وصلوا جدة وليس لديهم أي نقود أو أي شيء يأكلونه أو يشربونه فجلسوا من التعب والاجهاد تحت نافذة احد البيوت بجدة ولاحظت ربة البيت وجودهم فنزلت اليهم وسمعت قصتهم واكرمهم أخوال بالسؤال والاستدلال على اخوال الوالد في مكة وعند وصولهم مكة المكرمة أكرمهم أخوال الوالد في بادىء الأمر ولكن ما لبث ان اصبحوا حملا ثقيلا على خاله خاصة وأن احوال الجميع كانت ضعيفة، وفي هذه الاثناء قام خال الوالد بادخاله لدى احد المعلمين المشهورين بمكة ويدعى الشيخ (علي بدر أو إبراهيم بدر) وتعلم منه الوالد صنعه (السمكرية) وصنع الزمازم التنك للحجاج وبرع بسرعة مع هذا الرجل الطيب جدا والذي كان الوالد يترحم عليه ويحبه حبا كبيراً لما وجد عنده من الرعاية والعطف وكان الوالد أحد صبيانه المقربين اليه.
ومكث الوالد لدى الشيخ بدر إلى ان انتهت الحرب وبعدها استأذن الوالد شيخه في العودة إلى المدينة ولم يوافق معلمه في البداية لا سيما وأنه اصبح يعتمد عليه ويؤمل فيه…
__________
(1) صور من الماضي / بدر الحاج.

الصفحة 134