كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 2)

212…
الشيخ حسن الشاعر في حياته
عُرف عن الشيخ حسن الشاعر حفظه وتجويده للقرآن الكريم وتميزه بالقراءات السبع والعشر - كما كان للجيرة حقها في تبني الشيخ حسن لموهبة عبد الستار ذلك الشاب المتمتع بالذكاء وجمال الصوت والأداء فأتم عبد الستار حفظ القرآن الكريم وتجويده على يد الشيخ حسن الشاعر رحمهما الله جميعا.
ولم يكتف الشاب عبد الستار بهذا الطموح الإيماني لحفظ كتاب الله بل تابع التحاقه بحلقات العلم بالمسجد النبوي الشريف سواء في حلقة استاذه حسن الشاعر او حلقة الشيخ عبد الرؤوف عبد الباقي رحمه الله، ويذكر ابنه الاستاذ محمد ان والده درس وتعلم بعض العلوم الدينية على يد أحد المشائخ وأسمه ((الشيخ ميلود)) وحفظ عليه بعضاً من سور القرآن الكريم، ولعل هذا لشيخ هو أحد شيوخ الزوايا التي كانت منتشرة في ذلك الوقت او انه احد المجاورين المتبرعين بالعلم في احد البيوتات حيث الإقامة والسكن.
ولعلي هنا وهذا مناسب ان اذكر بعض الشيء عن اولئك العلماء المجاورين في طيبة الطيبة وهم الذين لم يكف لهم هدف سوى العيش فوق هذه الأرض المباركة ومجاورة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وعندما يمن الله عليهم بتحقيق هذا الهدف يوقفون أنفسهم لوهب علمهم لكل طالب علم سواء أكان ذلك في المسجد النبوي الشريف او في احد المساجد الأخرى او جعل مكان اقامتهم وسكنهم منهلا لطلاب العلم وبالمجان.
مغادرته المدينة المنورة
فخري باشا اسم ادخل الرعب في قلوب اهل المدينة هذا الرجل العسكري التركي بين عشية وضحاها استنفر كل ما يتبعه من جند (عساكر) واستخدمهم في ترحيل أهل المدينة ليفرغ المدينة من أهلها ويتهيأ هو لمواجهة قوات الأشراف.
كان هذا هدفه ولكنه في نفس الوقت كان يهدف إلى أبعاد الأهالي عن الحرب والحصار، ولم يدرك تمسكهم الشديد بالبقاء فوق الاض التي حملتهم صغاراً وستعطف عليهم وهم كبار وكان من ضحايا الترحيل الشيخ عبد الستار بخاري رحمه الله الذي لم تكن سنه قد تجاوز الثامنة، اخذ ضمن من أخذمن الاطفا والصبايا والشباب والكهول، ومن حسن حظه رحيل والده معه اللا الاردن ومنها إلى سوريا عام 1335هـ.
وبعد ثلاث سنوات عاد مع عائلته إلى المدينة والتحق بالمدرسة الراقية لإكمال دراسته.

الصفحة 212