كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 2)

30…
وقد سجلت اشعاره بعض مناظر الطائف وأحوله .. وفي رحلته إلى سوريا بما فيها لبنان نظم مقطوعات شتى في الغزل والوصف .. وقد وصل إلى يدنا بعضها، وبعضها لا بد أنه أصبح طعمة الفقدان والضياع، وفي رحلته إلى مصر دعته شاعريته لمحاولة الاتصال بشاعر الخديوي. ((أحمد شوقي))
فلم تمكنه الظروف، ولا نعلم الأسباب إلا إذا تخيلنا أن منها كون شوقي قد سبق أن نظم قصيدة كانت ضد الشريف عو الرفيق، استعدى فيها السلطان عبد الحميد عليه، وهذا الشاعر .. إبراهيم الأسكوبي، هو أحد شعراء الشريف عون المقربين منه هذا مجرد فرض تخيلناه وليس بسماع ولا برواية من أحد .. وكثير من الفروض لا ينطبق على الواقع))
انتهى قول الأنصاري.
صفاته
كان نحيف الجسم، أبيض اللون، مستطيل الوجه، واسع الجبهة، خفيف اللحية أقنى الانف، واسع الفم، اسود العينين.
ومن اخلاقه أنه كان خفيف الروح فكه المجلس، سريع التأثر الفيئة .. وذلك ما تدل عليه أشعاره.
((أشعاره))
يمتاز شعر الشيخ إبراهيم الأسكوبي بالسلاسة والخلو من التعقيد، وعدم التحليق في الافاق البعيدة:
وقد حصل الشيخ عبد القدوس الأنصاري رحمه الله على اشعار الأسكوبي التي جمعها السيد عبيد مدني رحمه الله ومجموعة اخرى بخط ابن سبطه عبد الكريم البري.
((التهانيء))
لتهاني في مجموعة اشعار الشيخ الأسكوبي نصيب موفور كاكثر شعراء جيله وشعر التهانيء من الشعر التقليدي الضئيل المزايا، وان كان يخلو من متعة ومن تسجيل لبعض الاحداث المهمة وغير المهمة على السواء .. وقد جادت قريحة الشيخ بقصيدة تهنئة نفيسة تتسم بالوضوح والسلاسة، وذلك حينما قدم استاذه الشيخ عبد الجليل براده عام 1320هـ من المدينة إلى مكة قاصداً الحج وهي مكونة من 25بيتا منها:
قِرَّ عيناً وصلت خير وصول برضا الله ذي العلا، موصول وأهُنَ إن القبول هبت تلبيِّ من دعا الله محْرماً، بالقبول…

الصفحة 30