كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 2)

33…
والاقتصادية فرسم بشعره صورة واضحة المعالم عن داء الدولة العثمانية ووضع في نفس الوقت الدواء ((العلاج)) السريع للانقاذ فبعث بصرخة مدوية إلى الدولة العثمانية ونشرت في الصحف السورية وطلب إلى الاستانة، وتوسط في العفو عنه احد كبار الاغوات المقربين والعارفين بآل الأسكوبي وبعد العفو عنه عرضت عليه وظيفة كبيرة في دائرة المعارف فرفضها وعاد إلى المدينة (1) ومن هذه القصيدة:
يا آل عثمان فالمغرود من غُرَّا بعهد اوروبا أو عهدهم طرا
أتأمنون لموترين ديدنهم أن لا يروا منكم فوق الثرى حُرا
تمالئوا فخذوا حذراً فانهموا يرون ابقائكم بين الورى ضرا
فهذه دولة الطليان حين رأت اسطولكم ليس يغني فاجأت غدرا
وشقت البحر بالاسطول معجبة تختال تيهاً مغرورة سكرى
وانزلت بطرابلس عساكرها فهل اوروبا كفَّت عنكموا شرا
أيقظتموهم بضرب الهام فانتبهوا من نومهم ورقدتم أنتم الدهرا
ثم اجترأتم على الدين القويم بما يسوؤه بدعاً كادت ترى كفرا
حتى قربتم على ان تيأسوا فشلا من الشفاء ولم تستدركوا العمرا
هل من خبير بداء قلوبكم أعمى البصيرة حتى اغلق الفكرا؟
نعم الشفاء بقرآن الإله اذا قبلتموه وإلا فاسكنوا القبرا
إن تنصروا الله ينصركم فكم فئة قليلة غلبت اضعافها كثرا…
__________
(1) ذكر هذه القصة الشيخ / صالح حسين اسكوبي، عبد السلام الساسي.

الصفحة 33