كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 2)

39…
ومن شعره أيضا في الحكام العثمانيين ما ذكره الاستاذ عبد الرحيم أبو بكر رحمه الله في كتابه ((الشعر الحديث في الحجاز))
ولقد يعز على النواظر أن ترى شم الأنوف غواضي الابصار
فالمرء يزهد في الحياة ولا يرى كبار قوم في أكف صغار
واذا الزمان تغيرت اخلاقه جعل الخيار بقيضة الأشرار
((رسائل شعرية بين العشقي والأسكوبي))
يكاد ان يكون مورد الشاعر إبراهيم الاسكوبي والشاعر انور عشقي واحدا فقد ولدا تقريبا في عام واحد هو 1264هـ باكثرية المترجمين لهما.
وهذا يعطي احتمال تعلمهما للأدب والشعر من الدبيين الشاعرين الشيخ عبد الجليل برادة والشيخ عبد القادر الادهمي.
ففي عام 1325هـ قال الشيخ الاسكوبي مادحاً السيد انور عشقي.
أنت عندي لا شك أدري وأخبر أنت من نور مقتي، أنت أنور
لك قدر من معتلى النجم أعلى وكمال من السَّماكين أشهر
في خصال من الكواكب أبهى وخلال من مُزْهِر الروض أزهر
حسدتني عليك عين حسودي يا حسودي عليك الله أكبر
كيف قل لي؟ فِداً لروحك روحي إن مثلي حياً على الرغم يُقبر
قبروني في ساحة البعد عنهم ما دروا، لا دروا بأني أظهر
فلساني معي ودر بياني أينما كنت مظهراً غير مضمر
إن أبو ماجد بقي يكف منه نير واسمه المبارك أنور
نجل طه الرسول والمحرز العل ئاة، من بالجميل لا شك أبصر
في فؤادي له من الود بيت من قباب السبع السموات أعمر
لم يشبه شك، ولا ريب فيه ومن الشرك والنفاق مطهر
فارعني السمع منك، واسمع ثناءً فيك يتلى، كأنه عقد جوهر
فصلته يد المحبة مني فغدا يسلب العقول ويسحر
وله الشكر في اجتماع كريم من علا قدرك المعظم أخبر
زادني منه بأخبار أني باق على لسانك أذكر (1)
نعم منه عثمان من لا يباري فهو فرد بالفضل منه تكثر
حق للموصلي الشهير به لو يباهي كل الديار ويفخر (1)
دام في نعمة ودمت بخير في لباس من السلامة أخبر…

الصفحة 39