كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 2)

41…
وكان للسيد أنور ناد يجتمع فيه الادباء والاعيان داخل بستانه المعروفة بالقرب من ثنية الوداع والتي تعرف باسم ((العشقية)) بينما هي عند كالروضة، وعندما عرض عليه احدهم شراءها انشد قائلاً:
وروضة ما رضيت عنها بملك كسرى ولا بقيصر
فكيف وهي المنى وعشقي بها وزهر الرياض أنور (1)
وتظهر عبقرية السيد أنور في التصوير البليغ عندما عارض جرير في قصيدته بان الخليط ولو طوعت ما بانا وقطعوا من حبال الوصل أركانا فقال:
بان الخليط وعن احشائي ما بانا فان شكوت فراقا كان بهتانا
قد اشعلوا النار في قلب به سكنوا فاعجب من الحور قد بوئن نيرانا
ومن شعر الغزل الذي اورده السَّاسي:
وفي الكأس من ماء الخدود عصارة هي الشمس صانعوا في الكؤوس لعابها
كأن الدراري رصعت في مدارها ففسق كالعقد الفريد حبابها
ومن عجبٍ ياقوتة في زجاجة تنفس فيها عاشق فأذابها…
__________
(1) عند عبد السلام الساسي وردت (وزهر الربيع)

الصفحة 41