كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 2)

88…
((ضربه الأغوات فصرخ شعراً))
كان من المتبع في المسجد النبوي منع الصبية الصغار من العبث داخل المسجد ومن يخالف ذلك يعاقب بالجلد من قبل الأغا سليم.
وكان الصغير عبد الحق مع زميل له يمرحان ويلعبان دونما علم بذلك وأحاط بهما الأغوات فهرب زميله ووقع هو في الأسر بأيدي الأغوات.
أخذ عبد الحق إلى مخزن الزيت وهناك جلد من قبل بعض الأغوات حتى ورمت رجلاه واكمل عليه سليم بعشرين جلدة حتى اغمى عليه وحمل ورمي فوق الحصير .. وصل الخبر إلى خال عبد الحق فأتى مسرعاً وحمل الصغير الذي مكث شهراً يعاني من آثار ضربه وجلده.
((شكواه إلى عثمان حلمي شيخ الحرم))
خلال وعكته هذه كانت الكلمات تطوف في ذهنه فجهز نظماً يعتبر من بواكير انتاجه موجها إلى شيخ الحرم يتضمن شكوى شعرية فقال.
عثمان يا شيخ الحرم - ويا مجير من ظُلم ان الخصي نالني - بالجلد في وسط القدم حملني اتباعه - بفلقة من السلم أتوله بحزمة - من الجريد المنتظم وراح يهوى بالعصا - عشرين جلدة أتم أغمى على وهو لا يرحمني بل يبتسم لولا الرجال منعوه - كنت مت بالألم من بعدها تركني - ملقى على حصر الحرم كأنني ذبيحة - مسلوخة من الغنم تقطر رجلاي دماً - والساق مني قد ورم حتى أتى خالي - من الدكان يحدوه الهرم حملني لمنزلي وراح - يوصي بي الخدم مرضت شهراً كاملاً - والجرح مني ما ختم وابدع عبد الحق في وصف ما أصابه من الأغا سليم ومن معاونيه وهو في النظم التالي يطلب حق ما أصابه للأنتقام له مستعيناً بشيخ الحرم.

الصفحة 88