كتاب طيبة وذكريات الأحبة (اسم الجزء: 2)

90…
((خروجه من المدينة))
لم يرغب رحمه الله الخروج من المدينة لولا اجبار فخري باشا الشيخ عبد الحق على الرحيل من المدينة فركب قطار الضياع وبعد وصوله الشام ولمكانته اعلمية عيَّن مدرساً للعلوم والآداب العربية في المدرسة ((الجمقمقية)) وبعد فترة من الزمن حوالي عام 1338هـ عاد إلى المدينة المنورة ومكث فيها سنتين ثم غادر إلى مكة المكرمة في سنة 1340هـ وعين مدرساً في المدرسة الصولتية وفي عام 1342هـ خرج من مكة إلى الهند متخفيا في زي الحجاج لان الشريف حسين لا يصرح بالسفر لغير المطوفين.
وصل الهند إلى مدينة ((ديبوند)) وقد توسط له شيخه حسين أحمد فتعين في مدرسة ((شاهي)) في مدينة مراد آباد وتوسط له في زوجه من ابنه شيخ الهند محمود الحسن. ثم انتقل بالتدريس في مدرسة ((مظاهر العلوم).
انتدبه استاذه حسين أحمد إلى مدينة كراتشي لمحاربة البدع والخرافات المنتشرة ثم عين مدرسا في الجامعة الاسلامية بكراتشي.
واضافة إلى هذا كان منزله مخصصا لالقاء الدروس الخصوصية بالمجان لطلاب العلم ثم استقر اخيرا في مدينة مراد أباد فعين مديرا ((عميداً)) للجامعة القاسمية.
وخلال اقامته هناك كان يتردد على مكة والمدينة واخر زيارة له كانت في عام 1369هـ.
وفي عام 1374هـ اصيب بمرض ونقل إلى مدينة ((ديوبند)) وتوفي بها وهي المدينة التي هاجر منها والده إلى المدينة المنورة، وغير الشيخ محمد سعيد دفتردار سنة وفاته وذكر انها عام 1372هـ.
((المدح في شعره))
في عام 1338هـ تولى قضاء المدينة الشيخ عمر كردي وللصداقة التي كانت تربط بينهما فقد أنشد الأديب عبد الحق هذه الابيات بهذه المناسبة اخترت منها.
عهد الخلافة قد جددت يا عمر اذا كان اول قاضي شرعنا عمر
فاهنا بمنصبك الميمون مبتهجا فإنه اسم له بين الورى خطر
وليس للمجد صرف عن حياضكم اذ يمنع الصرف عدل فيك مشتهر
المجد حلة مجد ليس يبلغها الا كريم به العلياء تفتخر…

الصفحة 90