كتاب اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (اسم الجزء: 2)

مُحَمَّد بْن سوقة بِهِ واللَّه أَعْلَم.
أَخْبَرَنَا أَبُو غَالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن المّاوَرْدِيّ وأَبُو سَعْد أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ قَالَ: أَنْبَأَنَا المطهر بْن عَبْد الْوَاحِد أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بْن الزربان أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الحرورى حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد عَن عبَادَة بْن نسي عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم قَالَ: أُصِيبَ مُعَاذٌ بِوَلَدِهِ وَاشْتَدَّ جَزَعُهُ عَلَيْهِ فَبلغ رَسُول الله فَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: سَلامٌ عَلَيْكَ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكَ الشُّكْرَ ثُمَّ إِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَهْلِينَا وَأَمْوَالَنَا وَأَوْلادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ يُمَتِّعُ بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ وَيَقْبِضُهَا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَيْنَا الشُّكْرَ إِذَا أَعْطَى وَالصَّبْرَ إِذَا ابْتَلَى وَكَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ مَتَّعَكَ اللَّهُ بِهِ فِي غِبْطَةٍ وَسُرُورٍ وَقَبَضَة مِنْكَ بِأَجْرِ الصَّلاةِ وَالْهُدَى إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ فَلا تَجْمَعَنَّ يَا مُعَاذُ عَلَيْكَ خَصْلَتَيْنِ أَنْ يُحْبِطَ جَزَعُكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَمَ عَلَى مَا فَاتَكَ فَلَوْ قَدِمْتَ عَلَى ثَوَابِ مُصِيبَتِكَ وَتَنَجَّزْتَ مَوْعِدَهُ عَرَفْتَ أَنَّ الْمُصِيبَةَ قَدْ قُصِرَتْ عَنْهُ وَاعْلَمَنَّ يَا مُعَاذُ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّ مَيِّتًا وَلا يَدْفَعُ حُزْنًا فَأَحْسِنِ الْعَزَاءَ وَتَنَجَّزِ الْمَوْعِدَ وَلْيَذْهَبْ أَسَفُكَ بِمَا هُوَ نَازِلٌ فَكَأَنْ قَدْ وَالسَّلامُ.
(الْخَطِيب) أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم طَلْحَة بْن عَلِيّ بْن الصَّقْر الْكِنَانِي حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الْحَرَّانِي حَدَّثَنَا النُّعْمَان بْن مدرك حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر الْبَغْدَادِيّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن نجيح عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كتب النَّبِي إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ وَالٍ بِالْيَمَنِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سَلامٌ عَلَيْكَ إِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ ابْنَكَ فُلانًا قَدْ تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ ورزقك الصَّبْر عِنْدَ الْبَلاءِ وَالشُّكْرَ عِنْدَ الرَّخَاءِ أَنْفُسُنَا وَأَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ يُمَتِّعُنَا بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ وَيَقْبِضُهَا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ وَحَقُّهُ عَلَيْنَا هُنَاكَ إِذَا أبلانَا الصَّبْرُ فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنِ الْعَزَاءِ فَإِنَّ الْحُزْنَ لَا يَرُدُّ مَيِّتًا وَلا يُؤَخِّرُ أَجَلا وَإِنَّ الأَسَفَ لَا يَرُدُّ مَا هُوَ نَازِلٌ بِالْعِبَادِ مَوْضُوع.
مُحَمَّد ابْن سَعِيد هُوَ المصلوب فِي الزندقة، كَذَّاب وَكَذَا إِسْحَاق بْن نجيح وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث مجاشع بْن عُمَر عَنْ مَحْمُود بْن لبيد عَنْ مُعَاذ مثله ومجاشع يضع وكل هَذِهِ الزِّيَادَات بَاطِلَة وإِنَّمَا كَانَتْ وَفَاة ابْن مُعَاذ فِي سنة الطَّاعُون سنة ثَمَان عشرَة بعد موت النَّبِي بِسبع سِنِين وَكتب إِلَيْهِ بعض الصَّحَابَة يعزيه.
قلت: رِوَايَة مجاشع أخرجهَا الطَّبَرَانِيّ وأَبُو نُعَيم فِي الْحِلْية وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وقَالَ غَرِيب حسن وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ: ذَا منْ وضع مجاشع وَأخرج أَبُو نُعَيم أَيْضا حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحِيم بْن غَنْم ثُمّ قَالَ وروى

الصفحة 354