كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 109 """"""
الفتاوي الأصولية الدينية
مبحث الإلهيات
مسألة: في تعريف الإيمان: وركنه، وشرطه، وسببه، ومحله، وهل يزيد وينقص، وما الدليل على ذلك؟.
الجواب: الإيمان هو التصديق بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلّم وعلم مجيئه به من الدين بالضرورة وشرطه التلفظ بكلمتي الشهادتين وقيل هو ركن له وسببه النظر المؤدي إلى ذلك، ومحله القلب وهو يزيد وينقص عندنا وعند أكثر السلف، وخالف في ذلك الحنفية، والأدلة على زيادته ونقصه كثيرة ذكر البخاري في صدر صحيحه منها جملة، منها قوله تعالى:) ويزداد الذين آمنوا إيماناً () وزدناهم هدى (وفي الحديث: (الإيمان يزيد وينقص) أخرجه أحمد في مسنده من حديث معاذ بن جبل مرفوعاً، والديلمي في مسند الفردوس من حديث أبي هريرة مرفوعاً.

إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
وبعد: فقد وقع السؤال هل كان الأمم السابقة يوصفون بأنهم مسلمون أو لا؟ فأجبت بما نصه: اختلف العلماء هل يطلق الإسلام على كل دين حق أو يختص بهذه الملة الشريفة؟ على قولين: أرجحهما الثاني، فبلغني بعد ذلك أن منكراً أنكر ذلك وأنه استدل بأشياء على كون الأمم السابقة يوصفون بكونهم مسلمين فعجبت من ذلك عجبين: الأول: من إنكاره فإن كان أنكر أن للعلماء في ذلك قولين فهذا دليل على جهله بنصوص العلماء وأقوالهم، ومن هذا حاله يقال في حقه ما قاله الغزالي: لو سكت من لا يعرف قل الاختلاف، ومن قصر باعه وضاق نظره عن كلام علماء الأمة والاطلاع عليه فما له وللتكلم فيما لا يدريه والدخول فيما لا يعنيه، وحق مثل هذا أن يلزم السكوت، وإذا سمع شيئاً لم يسمعه قط يعتقد أنه استفاد فائدة جديدة فيعدها نعمة من نعم الله عليه ويدعو لمن أجراها على يديه ويشكر الله عليها، وإن كان أنكر ترجيح القول الثاني فهذا ليس من وظيفته إنما ذلك من وظيفة المجتهدين العالمين بوجوه الترجيحات ومسالك الأدلة وطرق الحجاج والنظر، وإنكاره أيضاً دليل على جهله بنصوص الكتاب والسنة الواردة في ذلك. العجب الثاني: من

الصفحة 109