"""""" صفحة رقم 111 """"""
في دلائل النبوة عن كعب قال: في كتاب الله أن لكل نبي يوم القيامة نورين ولكل من اتبعه نور، ولمحمد صلى الله عليه وسلّم في كل شعرة في رأسه ووجهه نور، ولكل من اتبعه نوران يمشي بهما كنور الأنبياء، وخصائص هذه الأمة كثيرة وفيما أوردناه كفاية.
ذكر الأدلة للقول الراجح: الدليل الأول قوله تعالى:) وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل (وفي هذا اختلف في ضمير هو هل هو لإبراهيم أو لله؟ على قولين سيذكران، وقوله:) سماكم المسلمين (لو لم يكن ذلك خاصاً بهم كالذي ذكر قبله لم يكن لتخصيصه بالذكر ولا لاقترانه بما قبله معنى وهذا هو الذي فهمه السلف من الآية أخبرني الشيخ جلال الدين بن الملقن مشافهة عن أبي الفرح العزي أنبأنا يونس بن إبراهيم عن أبي الحسن بن المقير أنا الحافظ أبو الفضل بن ناصر إجازة عن أبي القاسم ابن منده أنا أبي أنا أبو محمد بن أبي حاتم في تفسيره أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلي أنا أصبغ سمعت ابن زيد يقول في قول الله تعالى:) هو سماكم المسلمين من قبل (قال: لم يذكر الله بالإسلام غير هذه الأمة ولم نسمع بأمة ذكرت بالإسلام غيرها هذا إسناد صحيح إلى ابن زيد وهو أحد أئمة السلف في التفسير وطبقته في اتباع التابعين، وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله:) هو سماكم المسلمين من قبل (قال الله عز وجل:) سماكم المسلمين (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله:) هو سماكم المسلمين (قال الله عز وجل:) سماكم من قبل (قال: يعني من قبل الكتب كلها ومن قبل الذكر في هذا قال القرآن. وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله:) هو سماكم المسلمين (قال الله تعالى: سماكم المسلمين من قبل في الكتب وفي هذا أي في كتابكم. وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن سفيان بن عيينة في قوله:) هو سماكم المسلمين من قبل (قال: في التوراة، والإنجيل وفي هذا قال القرآن، وذكر ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله:) هو سماكم المسلمين من قبل (قال: يعني في الذكر في أُمِّ الكتاب، وفي هذا قال في القرآن، فهذا نصوص أئمة السلف المفسرين من الصحابة، والتابعين، وأتباعهم أن الله سمى هذه الأمة المسلمين في أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ، وفي التوراة، والإنجيل، وسائر كتبه المنزلة في القرآن فإنه اختصهم بهذا الاسم من بين سائر الأمم، وسيأتي الاثر عن بعض كتب الله في تسمية هذه الأمة بهذا الاسم، وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله:) هو سماكم المسلمين (قال: هو إبراهيم ألا ترى إلى قوله:) ربنا واجعلنا مسلمة لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك (.
الدليل الثاني: قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام:) ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك (دعا بذلك لنفسه ولولده وهما نبيان ثم دعا به لأمته من ذريته وهي هذه الأمة ولهذا قال عقب ذلك:) ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم (وهو