"""""" صفحة رقم 140 """"""
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، والأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( من صلى عليّ عند قبري سمعته ومن صلى عليّ نائياً بلغته ).
وأخرج البخاري في تاريخه عن عمار سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يقول : ( إن لله تعالى ملكاً أعطاه اسماع الخلائق قائم على قبري فما من أحد يصلي علي صلاة إلا بلغتها ). وأخرج البيهقي في حياة الأنبياء ، والأصبهاني في الترغيب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( من صلى علي مائة في يوم الجمعة وليلة الجمعة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا ثم وكل الله بذلك ملكاً يدخله علي في قبري كما يدخل عليكم الهدايا إن علمي بعد موتي كعلمي في الحياة ) ولفظ البيهقي : ( يخبرني من صلى علي باسمه ونسبه فأثبته عندي في صحيفة بيضاء ) وأخرج البيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : ( إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور ). وروى سفيان الثوري في الجامع قال : قال شيخ لنا عن سعيد بن المسيب قال : ما مكث نبي في قبره أكثر من أربعين حتى يرفع. قال : البيهقي : فعلى هذا يصيرون كسائر الأحياء يكونون حيث ينزلهم الله ، ثم قال البيهقي : ولحياة الأنبياء بعد موتهم شواهد فذكر قصة الإسراء في لقيه جماعة من الأنبياء وكلمهم وكلموه. وأخرج حديث أبي هريرة في الإسراء وفيه وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلي وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم يعني نفسه فحانت الصلاة فأممتهم.
وأخرج حديث أن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق ، وقال : هذا إنما يصح على أن الله رد على الأنبياء أرواحهم وهم أحياء عند ربهم كالشهداء ، فإذا نفخ في الصور النفخة الأولى صعقوا فيمن صعق ثم لا يكون ذلك موتاً في جميع معانيه إلا في ذهاب الاستشعار انتهى. وأخرج أبو يعلى عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول : ( والذي نفسي بيده لينزلن عيسى ابن مريم ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجيبنه ). وأخرج أبو نعيم في دلائل النبوة عن سعيد بن المسيب قال : لقد رأيتني ليالي الحرة وما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلّم غيري وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الأذان من القبر.
وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن سعد بن المسيب قال : لم أزل أسمع الأذان والإقامة في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلّم أيام الحرة حتى عاد الناس ، وأخرج ابن سعد في الطبقات عن سعيد بن المسيب أنه كان يلازم المسجد أيام الحرة والناس يقتتلون قال : فكنت إذا حانت الصلاة أسمع أذاناً يخرج من قبل القبر الشريف ، وأخرج الدارمي في مسنده قال : أنبأنا مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز قال : لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلّم ثلاثاً ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلّم معناه. فهذه الأخبار دالة على حياة النبي صلى الله عليه وسلّم وسائر الأنبياء وقد قال تعالى في الشهداء : ) ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند