"""""" صفحة رقم 149 """"""
قبلهم إذا أخرج صدقته بعث الله عليها ناراً فأكلتها فإن لم تقبل لم تأكلها النار فاجعلهم أمتي. قال: تلك أمة أحمد قال: رب إني أجد في التوراة أمة إذا همّ أحدهم بسيئة لم تكتب عليه فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة وإذا همّ أحدهم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتب له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فاجعلهم أمتي قال: تلك أمة أحمد.
فهذه أحكام في شرعنا مخالفة لشرع من قبلنا بينها الله تعالى لنبيه موسى فعلمها بالوحي لا بالاجتهاد ولا بالتقليد، وأخرج البيهقي في دلائل النبوة أيضاً عن وهب بن منبه قال: إن الله أوحى في الزبور يا داود إنه سيأتي من بعدك نبي اسمه أحمد ومحمد صادقاً نبياً لا أغضب عليه أبداً ولا يعصيني أبداً وقد غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأمته مرحومة أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء، وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم مثل نور الأنبياء، وذلك أني افترضت عليهم أن يتطهروا لي لكل صلاة كما افترضت على الأنبياء قبلهم، وأمرتهم بالغسل من الجنابة كما أمرت الأنبياء قبلهم، وأمرتهم بالحج كما أمرت الأنبياء قبلهم، وأمرتهم بالجهاد كما أمرت الرسل قبلهم، يا داود إني فضلت محمداً وأمته على الأمم كلهم أعطيتهم خصالاً لم أعطها غيرهم من الأمم، لا أؤاخذهم بالخطأ والنسيان وكل ذنب ركبوه إذا استغفروني منه غفرته، وما قدموا لآخرتهم من شيء طيبة به أنفسهم عجلته لهم ولهم عندي أضعاف مضاعفة، وأعطيتهم على المصائب والبلايا إذا صبروا وقالوا إنا إليه راجعون الصلاة والرحمة والهدي إلى جنات النعيم.
وأخرج الدارمي في مسنده عن ابن عباس أنه سأل كعب الأحبار كيف تجد نعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في التوراة؟ قال كعب: نجده محمد بن عبد الله مولده بمكة ويهاجر إلى طابة ويكون ملكه بالشام، وليس بفحاش ولا بسخاب في الأسواق، ولا يكافىء بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر أمته الحمادون، يحمدون الله في كل سراء، ويكبرون الله على كل نجد، يوضئون أطرافهم ويأتزرون في أوساطهم، يصفون في صلاتهم كما يصفون في قتالهم، ودويهم في مساجدهم كدويّ النحل يسمع مناديهم في جو السماء.
وأخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة وغيره عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (صفتي في الإنجيل أحمد المتوكل مولده مكة ومهاجره إلى طيبة ليس بفظ ولا غليظ يجزي بالحسنة الحسنة ولايكافىء بالسيئة أمته الحمادون يأتزرون على أنصافهم ويوضئون أطرافهم أناجيلهم في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال قربانهم الذين يتقربون به إليّ دماؤهم رهبان بالليل ليوث بالنهار) وأخرج أبو نعيم في دلائل النبوة عن كعب الأحبار قال: صفة هذه الأمة في كتاب الله المنزل:) خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالكتاب (الأول والكتاب الآخر، ويقاتلون أهل الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الدجال، هم الحمادون رعاة الشمس المحكمون إذا أراد أحدهم أمراً قال أفعله إن شاء الله، وإذا أشرف أحدهم على شرف كبر الله، وإذا هبط وادياً حمد الله، الصعيد لهم طهور