"""""" صفحة رقم 151 """"""
اللسان العربي وقال: إن القرآن مضمن في الكتب السابقة وهي بغير اللسان العربي أخذاً من هذه الآية، ومما يشهد بذلك وصفه تعالى القرآن في عدة مواضع بأنه مصدق لما بين يديه من الكتب، فلولا أن ما فيه موجود فيها لم يصح هذا الوصف، من ذلك قوله تعالى) وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه (أخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال: القرآن أمين على الكتب فيما أخبرنا أهل الكتاب عن كتابهم فإن كان في القرآن فصدقوا وإلا فكذبوا.
وأخرج عن ابن زيد في الآية قال: كل شيء أنزله الله من توراة أو إنجيل أو زبور فالقرآن مصدقاً على ذلك كل شيء ذكر الله في القرآن فهو مصدق عليها وعلى ما حدث عنها أنه حق ومن ذلك قوله تعالى:) إن هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى (أخرج البزار بسند صحيح عن ابن عباس قال: لما نزلت:) إن هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى (قال النبي صلى الله عليه وسلّم: (كان كل هذا في صحف إبراهيم وموسى) وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس قال: هذه السورة) في صحف إبراهيم وموسى (0
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: إن هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى مثل ما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلّم، وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله:) إن هذا لفي الصحف الأولى (قال: ما قص الله في هذه السورة، وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن:) إن هذا لفي الصحف الأولى (قال: في كتب الله كلها، ومن ذلك قوله تعالى:) أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى () أن لا تزر (الآيات، فقد دل ذلك وأمثاله من القرآن على أن معاني القرآن موجودة في كتب الله تعالى التي أنزلها على أنبيائه والله تعالى أعلم.
الطريق الثاني: أن عيسى صلى الله عليه وسلّم يمكن أن ينظر في القرآن فيفهم منه جميع الأحكام المتعلقة بهذه الشريعة من غير احتياج إلى مراجعة الأحاديث كما فهم النبي صلى الله عليه وسلّم ذلك من القرآن، فإن القرآن العزيز قد انطوى على جميع الأحكام الشرعية وفهمها النبي صلى الله عليه وسلّم بفهمه الذي اختص به ثم شرحها لأمته في السنة، وإفهام الأمة تقصر عن إدراك ما أدركه صاحب النبوة، وعيسى صلى الله عليه وسلّم نبي فلا يبعد أن يفهم من القرآن كفهم النبي صلى الله عليه وسلّم، وشاهد ما قلناه من أن جميع الأحكام الشرعية فهمها النبي صلى الله عليه وسلّم من القرآن قول الإمام الشافعي رضي الله عنه جميع ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلّم فهو مما فهمه من القرآن، ويؤيده ما أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه) وقال الشافعي أيضاً: جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة وجميع السنة شرح للقرآن، وقال الشافعي أيضاً: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة إلا في كتاب الله الدليل على سبيل الهدي فيها، وقال ابن برجان: ما قال النبي صلى الله عليه وسلّم من شيء فهو في القرآن أو فيه أصله قرب أو بعد فهمه من فهمه وعمه من عمه وكذا كل ما حكم أو قضى به، وقال بعضهم: ما