"""""" صفحة رقم 155 """"""
النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلّم الدجال إلى أن قال: (فبينما هم على ذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق واضعاً يده على أجنحة ملكين فيتبعه فيدركه فيقتله عند باب لد الشرقي فبينما هم كذلك أوحى الله إلى عيسى ابن مريم أني قد أخرجت عباداً من عبادي لا يدان لك بقتالهم فحرر عبادي إلى الطور فيبعث الله يأجوج) الحديث.
فهذا صريح في أنه يوحى إليه بعد النزول، والظاهر أن الجائي إليه بالوحي جبريل عليه السلام بل هو الذي يقطع به ولا يتردد فيه لأن ذلك وظيفته وهو السفير بين الله وبين انبيائه لا يعرف ذلك لغيره من الملائكة، والدليل على ذلك ما أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة عن عائشة قالت: قال ورقة لخديجة: جبريل أمين الله بينه وبين رسله، وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره: وأبو الشيخ ابن حيان في كتاب العظمة عن ابن سابط قال: في أم الكتاب كل شيء هو كائن إلى يوم القيامة ووكل به ثلاثة من الملائكة فوكل جبريل بالكتب والوحي إلى الأنبياء. ووكل أيضاً بالهلكات إذا أراد الله أن يهلك قوماً ووكله بالنصر عند القتال. ووكل ميكائيل بالقطر والنبات. ووكل ملك الموت بقبض الأنفس فإذا كان يوم القيامة عارضوا بين حفظهم وبين ما كان في أم الكتاب فيجدونه سواء. وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن السائب قال: أول من يحاسب جبريل لأنه كان أمين الله إلى رسله. وأخرج أبو الشيخ عن خالد بن عمران قال: جبريل أمين الله إلى رسله. وميكائيل يتلقى الكتب وإسرافيل بمنزلة الحاجب. وأخرج أيضاً عن عكرمة بن خالد (أن رجلاً قال: يا رسول الله أي الملائكة أكرم على الله؟ فقال: (جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت، فأما جبريل فصاحب الحرب وصاحب المرسلين، وأما ميكائيل فصاحب كل قطرة تسقط وكل ورقة تنبت، وأما ملك الموت فهو موكل بقبض روح كل عبد في بر أو بحر، وأما إسرافيل فأمين الله بينه وبينهم).
وأخرج أيضاً عن عبد العزيز بن عمير قال: اسم جبريل في الملائكة خادم ربه، وأخرج ابن أبي زمنين في كتاب السنة عن كعب قال: إذا أراد الله أن يوحي أمراً جاء اللوح المحفوظ حتى يصفق جبهة إسرافيل فيرفع رأسه فينظر فإذا الأمر مكتوب فينادي جبريل فيلبيه فيقول أمرت بكذا أمرت بكذا فيهبط جبريل على النبي صلى الله عليه وسلّم فيوحي إليه، وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر الهذلي قال: إذا أمر الله بالأمر تدلت الألواح على إسرافيل بما فيها من أمر الله فينظر فيها إسرافيل ثم ينادي جبريل فيجيبه وذكر نحوه وأخرج أيضاً عن أبي سنان قال: اللوح المحفوظ معلق بالعرش فإذا أراد الله أن يوحي بشيء كتب في اللوح فيجيء اللوح حتى يقرع جبهة إسرافيل فينظر فيه فإن كان إلى أهل السماء دفعه إلى ميكائيل، وإن كان إلى أهل الأرض دفعه إلى جبريل، فأول ما يحاسب يوم القيامة اللوح يدعى به ترعد فرائصه فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: إسرافيل فيدعى إسرافيل ترعد فرائصه فيقال له: هل بلغك اللوح؟ فإذا قال: نعم قال اللوح: الحمد لله الذي نجاني من سوء الحساب ثم كذلك، وأخرج أيضاً عن وهيب بن الورد قال: إذا كان يوم