كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 160 """"""
جماعة من العلماء: هذا الملك هو إسرافيل. وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول (لقد هبط عليّ ملك من السماء ما هبط على نبي قبلي ولا يهبط على أحد بعدي وهو إسرافيل فقال أنا رسول ربك إليك أمرني أخبرك إن شئت نبياً عبداً وإن شئت نبياً ملكاً فنظرت إلى جبريل فأومأ إليّ أن تواضع فلو أني قلت نبياً ملكاً لسارت الجبال معي ذهباً) وهاتان القضيتان بعد ابتداء الوحي بسنين كما يعرف من سائر طرق الأحاديث، وهما ظاهران في أن إسرافيل لم ينزل إليه قبل ذلك فكيف يصح قول الشعبي أنه أتاه في ابتداء الوحي؟.
الوجه الخامس: أنه قد أقمنا في الاعلام الدليل على ذلك عقبه وهو قول ورقة: جبريل أمين الله بينه وبين رسوله، وقول ابن سابط: فوكل جبريل بالكتب والوحي إلى الأنبياء، وقال عطاء بن السائب: أول ما يحاسب جبريل لأنه كان أمين الله إلى رسله. وميكائيل يتلقى الكتب. وإسرافيل بمنزلة الحاجب. وقوله صلى الله عليه وسلّم (فأما جبريل فصاحب الحرب وصاحب المرسلين) الحديث وآثار أخر. وقلنا في آخر الكلام فعرف بمجموع هذه الآثار اختصاص جبريل من بين سائر الملائكة بالوحي إلى الأنبياء أفما كان عند المعترض من الفطنة ما يهتدي به لصحة هذا الكلام أخذاً من هذه الأدلة؟ هذا آخر الجواب والله أعلم.

مبحث المعاد
وهو ثلاثة أقسام: أحوال البرزخ. وأشراط الساعة والبعث

أحوال البرزخ
اللمعة في أجوبة الأسئلة السبعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
مسألة: هل يعلم الأموات بزيارة الأحياء ويما هم فيه؟ وهل يسمع الميت كلام الناس وما يقال فيه؟ وأين مقر الأرواح؟ وهل تجتمع ويرى بعضهم بعضاً؟ وهل يسأل الشهيد والطفل؟.
الجواب: هذه مسائل مهمة قلّ من تكلمم عليها بما يشفي، وأنا إن شاء الله تعالى أتتبع الأحاديث والآثار الواردة في ذلك. أما المسألة الأولى فنعم يعلمون بذلك، روى ابن أبي الدنيا في كتاب القبور من حديث عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عليه إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم) وروى ابن عبد البر في الاستذكار والتمهيد من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام) صححه أبو محمد عبد الحق.

الصفحة 160