"""""" صفحة رقم 162 """"""
القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم) وقال: ثنا عبد الله بن شبيب ثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي ثنا فليح بن إسماعيل ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن زيد بن أسلم عن أبي صالح، والمقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور) وقال: ثنا الحسن ابن عبد العزيز ثنا عمر بن أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز عن بلال بن أبي الدرداء قال: كنت أسمع أبا الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك أن يمقتني خالي عبد الله بن رواحة إذا لقيته. وقال: ثنا أبو هشام ثنا يحيى بن يمان عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه قال: إنه ليبشر بصلاح ولده من بعده لتقر بذلك عينه.
وأما المسألة الثالثة: وهي هل يسمع الميت كلام الناس وثناءهم عليه وقولهم فيه؟ فنعم أيضاً، أخرج الإمام أحمد في مسنده، والمروزي في الجنائز، وابن أبي الدنيا، وغيرهم من طريق أبي عامر العقدي عن عبد الملك بن الحسن المدني عن سعد بن عمرو بن سليم عن معاوية أو ابن معاوية وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (إن الميت يعرف من يغسله ويحمله ويدليه في قبره) وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق آخر عن أبي سعيد، وأخرج ابن أبي الدنيا، وغيره بأسانيد عن عمرو بن دينار، وبكر بن عبد الله المزني، وسفيان الثوري، وغيرهم معنى ذلك، وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا سريج بن يونس ثنا عبيدة بن حميد أخبرني عمار عن سالم بن أبي الجعد قال: قال حذيفة: الروح بيد ملك وأن الجسد ليغسل وأن الملك ليمشي معه إلى القبر فإذا سوى عليه سلك فيه فذلك حين يخاطب، وقال: ثنا الحسين بن عمرو القرشي ثنا أبو داود الحفري ثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: الروح بيد ملك يمشي به مع الجنازة يقول له اسمع ما يقال لك فإذا بلغ حفرته دفنه معه.
وأما المسألة الرابعة: وهي مقر الأرواح فهي أجل هذه المسائل وأنا أستوفي لها إن شاء الله تعالى ما وقفت عليه في ذلك روى مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن أباه كعب بن مالك كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه) هذا حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن الشافعي عن مالك، والنسائي، وغيره. وأخرج أحمد، والطبراني في الكبير بسند حسن عن أم هانىء (أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضاً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (تكون النسم طيراً تعلق بالشجر حتى إذا كان يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها).
وأخرج مسلم، وغيره من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (أرواح الشهداء عند الله في حواصل طيور تسرح في أنهار الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش). وأخرج أحمد، وأبو داود، والحاكم، وغيرهم بسند صحيح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: (لما أصيب أصحابكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة