"""""" صفحة رقم 168 """"""
والإسلام ديني ورسول الله أبي، فبكت الصحابة وبكى عمر بن الخطاب بكاء ارتفع له صوته فالتفت النبي صلى الله عليه وسلّم فرأى عمر يبكي والصحابة معه فقال: يا عمر ما يبكيك؟ فقال: يا رسول الله هذا ولدك وما بلغ الحلم ولا جرى عليه القلم ويحتاج إلى ملقن مثلك يلقنه التوحيد في مثل هذا الوقت فما حال عمر وقد بلغ الحلم وجرى عليه القلم وليس له ملقن مثلك أي شيء تكون صورته في مثل هذه الحالة؟ فبكى النبي صلى الله عليه وسلّم وبكت الصحابة معه ونزل جبريل وسأل النبي صلى الله عليه وسلّم عن سبب بكائهم فذكر النبي صلى الله عليه وسلّم ما قاله عمر وما ورد عليهم من قوله عليه السلام فصعد جبريل ونزل وقال: ربك يقرئك السلام ويقول:) يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة (يريد بذلك وقت الموت وعند السؤال في القبر فتلا النبي صلى الله عليه وسلّم عليهم الآية فطابت الأنفس وسكنت القلوب وشكروا الله تعالى). ومن النقول الموافقة للقول الثاني قال شمس الدين البيكساري في شرح عمدة النسفي: السؤال لكل ميت صغيراً كان أو كبيراً، وأبو حنيفة توقف في أطفال المشركين في أنهم هل يسألون ويدخلون الجنة أم لا؟ وعند غيره يسألون، وذكر الفاكهاني في شرح الرسالة كلام القرطبي في أن الصغار يسألون ثم قال: وقال بعض المتأخرين: وليس في إحياء الأطفال خبر مقطوع به والعقل يجوزه، وقا الجمال الأقفهسي في شرح الرسالة: ظاهر قول الرسالة وإن المؤمنين يفتنون في قبورهم ويسألون إن كان المكلف وغيره يسأل وهو الذي يظهر من أكثر الأحاديث، وقال أبو القاسم بن عيسى بن ناجي في شرح الرسالة: ظاهر كلام الشيخ أن الصبي يفتن وهو كذلك قاله القرطبي في تذكرته؛ وقال أيضاً في باب الدعاء للطفل والصلاة عليه عند قوله وعافه من فتنة القبر: هذا كالنص في أن الصغير يسأله منكر ونكير.
طلوع الثريا بإظهار ما كان خفياً
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
مسألة: فتنة الموتى في قبورهم سبعة أيام أوردها غير واحد من الأئمة في كتبهم، فأخرجها الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد، والحافظ أبو الأصبهاني في كتاب الحلية بالإسناد إلى طاوس أحد أئمة التابعين، وأخرجها ابن جريج في مصنفه بالإسناد إلى عبيد بن عمير وهو أكبر من طاوس في التابعين بل قيل إنه صحابي، وعزاها الحافظ زين الدين بن رجب في كتاب أهوال القبور إلى مجاهد، وعبيد بن عمير فحكم هذه الروايات الثلاث حكم المراسيل المرفوعة على ما يأتي تقريره، وفي رواية عبيد بن عمير زيادة أن المنافق يفتن أربعين صباحاً وهذه الرواية بهذه الزيادة أوردها الحافظ أبو عمر بن عبد البر في التمهيد، والإمام أبو علي الحسين بن رشيق المالكي في شرح الموطأ، وحكاه الإمام أبو زيد عبد الرحمن الجزولي من المالكية في الشرح الكبير على رسالة الإمام أبي محمد بن