كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 171 """"""
والإمام الشافعي، وأبي جعفر الطبري، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي بكر بن مردويه في تفسيره المسند، والبيهقي، وابن عبد البر في آخرين، قال: وقد حكى ابن عبد البر الإجماع على أنه مسند وبذلك جزم الحاكم في علوم الحديث، والإمام فخر الدين في المحصول انتهى.
وعبارة المحصول: إذا قال الصحابي قولاً لا مجال للاجتهاد فيه حمل على السماع لأنه إذا لم يكن من محل الاجتهاد فلا طريق إلا السماع من النبي صلى الله عليه وسلّم انتهى، وقال الحافظ أبو الفضل العراقي في شرح الترمذي: ما رواه المصنف عن عمر بن الخطاب أن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك هو وإن كان موقوفاً عليه فمثله لا يقال من قبل الرأي وإنما هو أمر توقيفي فحكمه حكم المرفوع كما صرح به جماعة من الأئمة وأهل الحديث والأصول، فمن الأئمة الشافعي رضي الله عنه ونص عليه في بعض كتبه كما نقل عنه. ومن أهل الحديث أبو عمر بن عبد البر فأدخل في كتاب التقصي أحاديث من أقوال الصحابة مع أن موضوع كتابه للأحاديث المرفوعة من ذلك حديث سهل بن أبي حثمة في صلاة الخوف، وقال في التمهيد: هذا الحديث موقوف على سهل في الموطأ عند جماعة الرواة عن مالك ومثله لا يقال من جهة الرأي، وكذلك فعل الحاكم أبو عبد الله في كتابه في علوم الحديث فقال في النوع السادس من معرفة الحديث: معرفة المسانيد التي لا يذكر سندها عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم روى فيه ثلاثة أحاديث: قول ابن عباس كنا نتمضمض من اللبن ولا نتوضأ منه. وقول أنس: كان يقال في أيام العشر كل يوم ألف يوم ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال يعني في الفضل وقال عبد الله بن مسعود: من أتى ساحراً أو عرافاً فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلّم، قال: فهذا وأشباهه إذا قاله الصحابي فهو حديث مسند وكل ذلك مخرج في المسانيد.
ومن الأصوليين الإمام فخر الدين الرازي فقال في كتابه المحصول: إذا قال الصحابي قولاً ليس للاجتهاد فيه مجال فهو محمول على السماع. وقال القاضي أبو بكر ابن العربي عقب ذكره لقول عمر: ومثل هذا إذا قاله عمر لا يكون إلا توقيفاً لأنه لا يدرك بنظر انتهى، هذا كله إذا صدر ذلك من الصحابي فيكون مرفوعاً متصلاً، فإن صدر ذلك من التابعي فهو مرفوع مرسل كما ذكر ابن الصلاح ذلك في نظير المسألة، وصرح البيهقي في هذه المسألة بخصوصها فإنه أخرج في شعب الإيمان بسنده عن أبي قلابة قال: في الجنة قصر لصوّام رجب ثم قال: هذا القول عن أبي قلابة وهو من التابعين فمثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغ ممن فوقه عمن يأتيه الوحي. وأخرج البيهقي أيضاً في شعب الإيمان بسنده عن أبي قلابة قال: من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال، ومن قرأ الكهف في يوم الجمعة حفظ من الجمعة إلى الجمعة وإن أدرك الدجال لم يضره وجاء يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ومن قرأ يس غفر له، ومن قرأها وهو جائع شبع، ومن قرأها وهو ضال هدي، ومن قرأها وله ضالة وجدها، ومن قرأها عند طعام خاف قلته كفاه، ومن

الصفحة 171