كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 180 """"""
ذلك ثلاثاً. وأشواط الطواف، والسعي، وتكبيرات الركعة الأولى من صلاة العيدين، والإستسقاء سبعاً، فلما كان السؤال لا يقع في الدهر للإنسان إلى نوبة واحدة كرر سبعاً.
ومناسبة رابعة: وهي أن أيام الأسبوع سبعة ولا ثامن للأيام في الدنيا بل ولا في الآخرة، وقد ورد الحديث أن أيام الأسبوع تشهد للإنسان بما عمل فيها من خير وتشهد عليه بما عمل فيها من شر، فناسب أن يسأل أول ما ينزل قبره مدة الأيام السبعة الشاهدة له وعليه.
ومناسبة خامسة: وهي أن السؤال يعقبه الخلاص من الهوى إلى سجين وذلك تحت سبع أرضين. والعروج إلى عليين وذلك فوق سبع سموات، فناسب أن يسأل سبعة أيام ليكون كل يوم في مقابلة خلاص من أرض وعروج إلى سماء.
ومناسبة سادسة: وهي أن الحديث ورد أن مدة الدنيا كلها جمعة من جمع الآخرة وذلك سبعة آلاف سنة لأن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون، فناسب أن يكون السؤال الموصل للجنة مدة جمعة من جمع الدنيا وذلك سبعة أيام.
ومناسبة سابعة: وهي أن السؤال إذا أحسن الجواب عنه ثبت إيمانه وخلص بذلك من أن يكون من أهل جهنم وهي سبع طبقات لها سبعة أبواب، فناسب أن يسأل سبعاً ليكون كل يوم في مقابلة الخلاص من طبقة وباب فهذه سبع مناسبات في السبعة، والسبع المعتبرة في الشرع والخلق كثيرة جداً، وقد استدل ابن عباس على أن ليلة القدر ليلة سبع بأن الله جعل السموات سبعاً والأرض سبعاً والطواف سبعاً وخلق الإنسان من سبع وما أنبتت الأرض سبع، وورد في أثر أن الإنسان يميز في سبع ثم يحتلم في سبع ثم يكمل طوره في سبع ثم يكمل عقله في سبع، فظهر مناسبة اعتبار هذا العدد بخصوصه وقد قلت في ذلك أبياتاً:
في عام سبع أتى سبع المنية إذ
من بعد سبع وسبع كان قد غبرا
إذ مر من أشهر القبطي سبع ربى
لبرهمات الذي بالطعن قد شهرا
وشاع في هذه الأيام مسألة
النقل عني فيها في الورى أثرا
بأن ميت هذا الخلق يسأل في
سبع من الدهر مهما غاب أو قبرا
فثار فيها هرير من أولى سفه
فجاءهم أي سبع في الوغى كسرا
أبديت في حكمة الأعداد مبتكراً
من التناسب سبعاً أنجماً زهرا
يا رب من سبع نيران أجرني
بالسبع المثاني وجد بالعفو مقتدرا
الوجه الحادي عشر: أخرج الحكيم الترمذي بسنده عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: (في القبر حساب وفي الآخرة حساب، فمن حوسب في القبر نجا ومن حوسب في القيامة عذب) وقا ابن أبي شيبة في المصنف: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن محمد بن المنتشر عن ابن حراش عن حذيفة بن اليمان قال: (إن في القبر حساباً ويوم القيامة عذاباً). قال الحكيم الترمذي: إنما يحاسب المؤمن في القبر ليكون أهون عليه

الصفحة 180