"""""" صفحة رقم 185 """"""
الثالثة: عجبت ممن استغرب سؤال الميت سبعة أيام وقد صرح الغزالي بما هو أعظم من ذلك، ذكر الشيخ تاج الدين السبكي في الطبقات الوسطى في ترجمة الشيخ أبي الفتوح أخي الغزالي أنه حكى يوماً على رأس منبره قال: سمعت أخي حجة الإسلام قدس الله روحه يقول إن الميت من حين يوضع على النعش يوقف في أربعين موقفاً يسائله ربه عز وجل قال السبكي: فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على دينه ويختم لنا بخير بمنه وكرمه.
الرابعة: أخرج ابن سعد في الطبقات من طريق ليث عن طاوس قال: ما تعلمت فتعلمه لنفسك فإن الناس قد ذهبت منهم الأمانة قال: وكان يعد الحديث حرفاً حرفاً. وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق ليث قال: قال لي طاوس: ما تعلمت فتعلمه لنفسك فإن الأمانة والصدق قد ذهبا من الناس، وقال أبو محمد عبيد الله بن علي [بن عبد الرحمن بن منصور بن زياد الكاتب في أماليه ثنان الحسن بن علي] بن راشد قال: سمعت أبا الربيع العتكي يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول: إني أخذت من كل طير ريشة ومن كل ثوب خرقة قال: وسمعت سفيان بن عيينة يقول لأصحاب الحديث: إني لأحرم جلسائي الحديث الغريب لموضع رجل واحد ثقيل.
أحوال البعث
مسألة: هل يمر إبليس وكفار الإنس والجن على الصراط؟.
الجواب: صرح ابن برجان في الإرشاد بأن الكفار لا يمرون على الصراط، وفي الأحاديث ما يشهد له، وفي أحاديث أخر ما يقتضي خلاف ذلك وأنهم يمرون فحملت ذلك على المنافقين لكون بعض الروايات فيها ما يدل على ذلك، ثم رأيت القرطبي صرح بأن في الآخرة صراطين: صراط لعموم الخلق إلا من يدخل الجنة بغير حساب ومن يلتقطهم عنق النار، وصراط للمؤمنين خاصة وهذا جمع حسن وعرف منه أن من يلتقطهم عنق النار وهم طوائف مخصوصة من الكفار لا يمرون على الصراط أصلاً، وكذلك بعث النار الذي يخرج من الخلق إليها قبل نصب الصراط دلت الأحاديث على أنهم لا يمرون على الصراط أصلاً وهم طوائف من الكفار، والظاهر أنه لا يمر على الصراط من الكفار إلا المنافقون وأهل الكتابين اليهود والنصارى فإن هؤلاء الفرق الثلاث ورد في الحديث أنهم يحملون عليه فيسقطون منه في النار، وكذلك من ينصب له الميزان من الكفار وهم طائفة مخصوصة منهم يمرون عليه فيحضروا وزنهم فإن الميزان إنما هو على الصراط هذان ملخص القول في ذلك وبسطه في كتابنا المسمى بالبدور السافرة في أمور الآخرة والله أعلم.
مسألة: قوله صلى الله عليه وسلّم: (يحشر الناس حفاة عراة) هل هو على عمومه بدليل قوله: (فيكون أول من يكسى إبراهيم) أو هو مخصوص بغير الأنبياء؟.
الجواب: هو مخصوص وليس على عمومه فقد نص البيهقي على أن بعض الناس يحشر عارياً وبعضهم يحشر في أكفانه وحمل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلّم: (يبعث الميت في ثيابه التي