"""""" صفحة رقم 205 """"""
ذلك لم ترجع عما كان أحدثه لها عمرو الخزاعي من عبادة الأصنام وغير ذلك لأنهم رأوا ذلك ديناً في نفسه لا ينبغي أن يغير انتهى.
فثبت أن آباء النبي صلى الله عليه وسلّم من عهد إبراهيم إلى زمان عمرو [المذكور] كلهم مؤمنون بيقين، ونأخذ في الكلام على الباقي وعلى زيادة توضيح لهذا القدر. الأمر الثاني: مما ينتصر به لهذا المسلك آيات. وآثار وردت في ذرية إبراهيم وعقبه، الآية الأولى وهي أصرحها قوله تعالى:) وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه انني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبة (أخرج عبد بن حميد في تفسيره بسنده عن ابن عباس في قوله:) وجعلها كلمة باقية في عقبه (قال: لا إله إلا الله باقية في عقب إبراهيم، وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله:) وجعلها كلمة باقية في عقبه (قال: لا إله إلا الله. وقال عبد بن حميد: حدثنا يونس عن شيبان عن قتادة في قوله:) وجعلها كلمة باقية في عقبه (قال: شهادة أن لا إله إلا الله والتوحيد لا يزال في ذريته من يقولها من بعده، وقال عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله:) وجعلها كلمة باقية في عقبه (قال: الإخلاص والتوحيد لا يزال في ذريته من يوحد الله ويعبده أخرجه ابن المنذر ثم قال: وقال ابن جريج في الآية في عقب إبراهيم: فلم يزل بعد من ذرية إبراهيم من يوحد الله ويعبده أخرجه ابن المنذر ثم قال: وقال ابن جريج في الآية في عقب إبراهيم: فلم يزل بعد من ذرية إبراهيم من يقول لا إله إلا الله، قال وقول آخر: فلم يزل ناس من ذريته على الفطرة يعبدون الله حتى تقوم الساعة. وأخرج عبد بن حميد عن الزهري في الآية قال: العقب ولده الذكور والإناث وأولاد الذكور.
وأخرج عن عطاء قال: العقب ولده وعصبته، الآية الثانية قوله تعالى:) وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام (، أخرج ابن جرير في تفسيره عن مجاهد في هذه الآية قال: فاستجاب الله لإبراهيم دعوته في ولده فلن يعبد أحد من ولده صنماً بعد دعوته، واستجاب الله له وجعل هذا البلد آمناً ورزق أهله من الثمرات وجعله إماماً وجعل من ذريته من يقيم الصلاة، وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن وهب ابن منبه أن آدم لما أهبط إلى الأرض استوحش فذكر الحديث بطوله في قصة البيت الحرام وفيه من قول الله لآدم في حق إبراهيم عليهما السلام واجعله أمة واحداً قانتاً بأمري داعياً إلى سبيلي أجتبيه وأهديه إلى صراط مستقيم استجيب دعوته في ولده وذريته من بعده وأشفعه فيهم وأجعلهم أهل ذلك البيت وولاته وحماته الحديث.
هذا الأثر موافق لقول مجاهد المذكور آنفاً، ولا شك أن ولاية البيت كانت معروفة بأجداد النبي صلى الله عليه وسلّم خاصة دون سائر ذرية إبراهيم إلى أن انتزعها منهم عمرو الخزاعي ثم عادت إليهم فعرف أن كل ما ذكر عن ذرية إبراهيم، فإن أولى الناس به سلسلة الأجداد الشريفة الذين خصوا بالاصطفاء وانتقل إليهم نور النبوة واحداً بعد واحد، فهم أولى بأن