كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 206 """"""
يكونوا هم البعض المشار إليهم في قوله:) رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي (، وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة أنه سئل هل عبد أحد من ولد إسماعيل الأصنام؟ قال: لا ألم تسمع قوله:) واجنبني وبني أن نعبد الأصنام (؟ قيل فكيف لم يدخل ولد إسحاق وسائر ولد إبراهيم؟ قال: لأنه دعا لأهل هذا البلد أن لا يعبدوا إذا أسكنهم إياه فقال:) اجعل هذا البلد آمناً (ولم يدع لجميع البلدان بذلك فقال:) واجنبني وبني أن نعبد الأصنام (فيه وقد خص أهله وقال:) ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة (، فانظر إلى هذا الجواب من سفيان بن عيينة وهو أحد الأئمة المجتهدين، وهو شيخ إمامنا الإمام الشافعي رضي الله عنهما الآية الثالثة: قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام:) رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي (أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله:) رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي (قال: فلن يزال من ذرية إبراهيم ناس على الفطرة يعبدون الله. آية رابعة: أخرج أبو الشيخ في تفسيره عن زيد ابن علي قال: قالت سارة لما بشرتها الملائكة:) يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب (فقالت الملائكة [ترد على سارة أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد؟ قال: فهو كقوله:) وجعلها كلمة باقية في عقبه (محمد وآله من نسبه عقب إبراهيم داخل في ذلك].
وقد أخرج ابن حبيب في تاريخه عن ابن عباس قال: كان عدنان، ومعد، وربيعة، ومضر، وخزيمة، وأسد على ملة إبراهيم فلا تذكروهم إلا بخير، وذكر أبو جعفر الطبري وغيره أن الله أوحى إلى أرميا أن اذهب إلى بخت نصر فأعلمه أني قد سلطته على العرب، وأمر الله أرميا أن يحتمل معه معد بن عدنان على البراق كي لا تصيبه النقمة فإني مستخرج من صلبه نبياً كريماً أختم به الرسل، ففعل أرميا ذلك واحتمل معد إلى أرض الشام فنشأ مع بني إسرائيل ثم عاد بعد أن هدأت الفتن، وأخرج ابن سعد في الطبقات من مرسل عبد الله ابن خالد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (لا تسبوا مضر فإنه كان قد أسلم). وقال السهيلي في الروض الأنف في الحديث المروي: لا تسبوا مضر ولا ربيعة فإنهما كانا مؤمنين.
قلت: وقفت عليه مسنداً فأخرجه أبو بكر محمد بن خلف بن حيان المعروف بوكيع في كتاب الغرر من الأخبار قال: حدثنا إسحاق بن داود بن عيسى المروزي ثنا أبو يعقوب الشعراني ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا عثمان بن قايد عن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (لا تسبوا ربيعة ولا مضر فإنهم كانا مسلمين). وأخرج بسنده عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: (لا تسبوا تميماً وضبة فإنهما كانا مسلمين). وأخرج بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (لا تسبوا قساً فإنه كان مسلماً). ثم قال السهيلي: ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال: (لا تسبوا إلياس فإنه كان مؤمناً) وذكر أنه كان يسمع في صلبه تلبية النبي صلى الله عليه وسلّم بالحج قال: وكعب بن لؤي أول من جمع يوم العروبة

الصفحة 206