كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 229 """"""
أين منك العقل والفهم إذا
غلب النوم فقل لي يا جهول
أنت أكل الخبز لا تعرفه
كيف يجري منك أم كيف تبول
فإذا كانت طواياك التي
بين جنبيك كذا فيها خلول
كيف تدري من على العرش استوى
لا تقل كيف استوى كيف النزول
كيف تجلى الله أم كيف يرى
فلعمري ليس ذا إلا فضول
هو لا كيف ولا أين له
وهو رب الكيف والكيف يحول
وهو فوق الفوق لا فوق له
وهو في كل النواحي لا يزول
جل ذاتاً وصفات وسما
وتعالى قدره عما أقول
وقال القونوي في شرح التعرف: ذكر بعضهم في هذا الحديث أنه من باب التعليق بما لا يكون وذلكم أن معرفة النفس قد سد الشارع بابها لقوله:) قل الروح من أمر ربي (فنبه بذلك على أن الإنسان إذا عجز عن إدراك نفسه التي هي من جملة المخلوقات وهي أقرب الأشياء إليه فهو عن معرفة خالقه أعجز، بل هو عاجز عن إدراك حقيقة قوله وحواسه كسمعه وبصره وشمه وكلامه وغير ذلك، فإن للناس في كل منها اختلافات ومذاهب لا يحصل الناظر منها على طائل كاختلافهم في أن الأبصار بالانطباع أو بخروج الشعاع، وأن الشم بتكيف الهواء وبانبثاث الأجزاء من ذي الرائحة، إلى غير ذلك من الاختلافات المشهورة، فإذا كان الحال في هذه الأشياء الظاهرة التي يلابسها الإنسان على هذا المنوال فكيف يكون الحال في معرفة الكبير المتعال وقد تحصل مما سقناه في معنى هذا الأثر أقوال والله أعلم.

الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
الحمد لله الذي فاوت بين خلقه في المراتب، وجعل في كل قرن سابقين بهم يحيي ويميت وينزل الغمام الساكب، والصلاة والسلام على سيدنا محمد البدر المنير وعلى آله وأصحابه الهداة الكواكب.
وبعد: فقد بلغني عن بعض من لا علم عنده إنكار ما اشتهر عن السادة الأولياء من أن منهم أبدالاً ونقباء ونجباء وأوتاداً وأقطاباً، وقد وردت الأحاديث والآثار بإثبات ذلك فجمعتها في هذا الجزء لتستفاد ولا يعول على إنكار أهل العناد وسميته الخبر الدال على

الصفحة 229