"""""" صفحة رقم 240 """"""
وأخرج القشيري في الرسالة بسنده عن بلال الخواص قال: كنت في تيه بين إسرائيل فإذا رجل يماشيني فعجبت فألهمت أنه الخضر عليه السلام فقلت له: بحق الحق من أنت؟ قال: أخوك الخضر قلت: أريد أن أسألك قال: سل قلت: ما تقول في الشافعي؟ قال: هو من الأوتاد قلت: وما تقول في أحمد بن حنبل؟ قال: رجل صديق قلت: ما تقول في بشر الحافي؟ قال: لم يخلق بعده مثله قلت: بأي وسيلة رأيتك؟ قال: ببركة أمك.
وأخرج الإمام أحمد في الزهد، وابن أبي الدنيا، وأبو نعيم، والبيهقي، وابن عساكر، عن جليس وهب بن منبه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في المنام فقلت يا رسول الله: أين بدلاء أمتك؟ فأومأ بيده نحو الشام قلت: يا رسول الله أما بالعراق منهم أحد؟ قال: بلى محمد بن واسع وحسان بن أبي سنان ومالك بن دينار الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر في زمانه.
وأخرج أبو نعيم عن داود بن يحيى بن يمان قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في النوم فقلت يا رسول الله: من الأبدال؟ قال: الذين لا يضربون بأيديهم وأن وكيع بن الجراح منهم.
وأخرج ابن عساكر عن أبي مطيع معاوية بن يحيى أن شيخاً من أهل حمص خرج يريد المسجد وهو يرى أنه قد أصبح فإذا عليه ليل فلما صار تحت القبة سمع صوت جرس الخيل على البلاط فإذا فوارس قد لقي بعضهم بعضاً قال بعضهم لبعض: من أين قدمتم؟ قالوا: أوَ لم تكونوا معنا؟ قالوا: لا. قالوا: قدمنا من جنازة البديل خالد بن معدان قالوا: وقد مات ما علمنا بموته فمن استخلفتم بعده؟ قالوا: أرطاة بن المنذر فلما أصبح الشيخ حدث أصحابه فقالوا: ما علمنا بموت خالد بن معدان فلما كان نصف النهار قدم البريد بخبر موته.
وفي كفاية المعتقد لليافعي عن بعض أصحاب الشيخ عبد القادر الكيلاني قال: خرج الشيخ عبد القادر من داره ليلة فناولته إبريقاً فلم يأخذه وقصد باب المدرسة فانفتح له الباب فخرج وخرجت خلفه ثم عاد الباب مغلقاً ومشى إلى قرب من باب بغداد فانفتح له فخرج وخرجت معه ثم عاد الباب مغلقاً ومشى غير بعيد فإذا نحن في بلد لا أعرفه فدخل فيه مكاناً شبيهاً بالرباط وإذا فيه ستة نفر فبادروا إلى السلام عليه والتجأت إلى سارية هناك وسمعت من جانب ذلك المكان أنيناً فلم نلبث إلا يسيراً حتى سكن الأنين ودخل رجل وذهب إلى الجهة التي سمعت فيها الأنين ثم خرج يحمل شخصاً على عاتقه ودخل آخر مكشوف الرأس طويل الشارب وجلس بين يدي الشيخ فأخذ عليه الشيخ الشهادتين وقص شعر رأسه وشاربه وألبسه طاقية وسماه محمداً وقال لأولئك النفر: قد أمرت أن يكون هذا بدلاً عن الميت، قالوا: سمعاً وطاعة، ثم خرج الشيخ وتركهم وخرجت خلفه ومشينا غير بعيد وإذا نحن عند باب بغداد فانفتح كأول مرة ثم أتى المدرسة فانفتح له بابها ودخل داره فلما كان الغد أقسمت عليه أن يبين لي ما رأيت قال: أما البلد فنهاوند، وأما الستة فهم الأبدال وصاحب الأنين سابعهم كان مريضاً فلما حضرت وفاته جئت أحضره، وأما الرجل الذي خرج يحمل شخصاً فأبو العباس الخضر عليه السلام ذهب به ليتولى أمره، وأما الرجل الذي أخذت عليه