كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 254 """"""
دلائل النبوة عن أسيد بن حضير أنه بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت ثم قرأ فجالت فسكت فسكنت فرفع رأسه إلى السماء فإذا هي بمثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه وسلّم بذلك فقال: تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت تنظر الناس إليها لا تتوارى منهم. وأخرج الواقدي وابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف قال: رأيت يوم بدر رجلين عن يمين النبي صلى الله عليه وسلّم أحدهما وعن يساره أحدهما يقاتلان أشد القتال ثم ثلثهما ثالث من خلفه ثم ربعهما رابع أمامه.
وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده، وابن جرير في تفسيره، وأبو نعيم، والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة عن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه أنه قال بعد ما عمي: لو كنت معكم ببدر الآن ومعي بصري لأخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك ولا أتمارى.
وأخرج البيهقي عن أبي بردة بن نيار قال: (جئت يوم بدر بثلاثة رؤوس فوضعتهن بين يدي النبي صلى الله عليه وسلّم فقلت يا رسول الله أما رأسان فقتلتهما وأما الثالث فإني رأيت رجلاً أبيض طويلاً ضربه فأخذت رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ذاك فلان من الملائكة).
وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال: كان الملك يتصور في صورة من تعرفون من الناس يثبتونهم فيقول إني دنوت منهم فسمعتهم يقولون لو حملوا علينا ما ثبتنا ليسوا بشيء فذلك قوله تعالى:) إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا (.
وأخرج أحمد، وابن سعد، وابن جرير، وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال: (كان الذي أسر العباس أبو اليسر كعب بن عمرو وكان أبو اليسر رجلاً جموعاً وكان العباس رجلاً جسيماً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: يا أبا اليسر كيف أسرت العباس؟ فقال: يا رسول الله لقد أعانني عليه رجل ما رأيته قبل ذلك ولا بعده هيئته كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: لقد أعانك عليه ملك كريم). وأخرج ابن سعد، والبيهقي عن عمار بن أبي عمار: (أن حمزة بن عبد المطلب قال: يا رسول الله أرني جبريل في صورته قال: اقعد فقعد فنزل جبريل على خشبة كانت في الكعبة فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: ارفع طرفك [فانظر فرفع طرفه] فرأى قدميه مثل الزبرجد الأخضر). وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب القبور، والطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال: (بينا أنا أسير بجنبات بدر إذ خرج رجل من حفرة في عنقه سلسلة فناداني يا عبد الله اسقني وخرج رجل من تلك الحفرة في يده سوط فناداني يا عبد الله لا تسقه فإنه كافر ثم ضربه بالسوط حتى عاد إلى حفرته، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلّم فأخبرته فقال لي: أوَقد رأيته؟ قلت: نعم قال: ذاك عدو الله أبو جهل وذاك عذابه إلى يوم القيامة).
محل الاستدلال رؤيته الرجل الذي خرج عقبه وضربه بالسوط فإنه الملك الموكل بتعذيبه، وأخرج ابن أبي الدنيا، والطبراني، وابن عساكر من طريق عروة بن رويم عن

الصفحة 254