كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 256 """"""
الفتاوي النحوية وما ضم إليها
مسألة: قول ابن المصنف: حد النحو في الاصطلاح عبارة عن العلم بأحكام مستنبطة من استقراء كلام العرب أعني أحكام الكلم في ذواتها وما يعرض لها بالتركيب، هل قوله وما يعرض لها بأو أو بالواو وما معنى ذلك؟.
الجواب: هو بالواو قصد بذلك حد النحو على مصطلح أبيه الشامل للإعراب والتصريف معاً، فأحكام الكلم في ذواتها هو المبحوث عنه في التصريف، وما يعرض لها بالتركيب هو المبحوث عنه في الإعراب ويطلق النحو إطلاقاً النحو إطلاقاً آخر على ما يرادف الإعراب ويقابل التصريف وله حد غير ما ذكر.
مسألة: في قوله صلى الله عليه وسلّم: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله والجنة حق والنار حق) هل الجنة بالرفع أو النصب؟.
الجواب: هو بالنصب لا يجوز غيره لأنه الذي يستقيم به المعنى، ولا ينافي هذا قول النحاة يجوز الرفع بعد استكمال الخبر لأنه حيث جاز أن يكون مستأنفاً والاستئناف هنا يخل بالمعنى إذ يصير المراد الإخبار بأن الجنة حق وليس مراداً، وإنما المراد إدخاله في المشهود به فتعين النصب.
مسألة: ما إعراب قوله صلى الله عليه وسلّم: (حبب إلي من دنياكم ثلاث: النساء والطيب وقرة عيني في الصلاة)؟.
الجواب: ليس في الحديث لفظ ثلاث، وأما إعرابه: (فحبب) فعل مبني للمفعول والظرفان بعده متعلقان به. (والطيب) مرفوع به نائباً عن الفاعل. (والنساء) معطوف عليه. وأما بقية الحديث فلفظ: (وجعل قرة عيني في الصلاة): (فقرة) مفعول جعل الأول أقيم مقام فاعله لما بني للمفعول والجار والمجرور مفعوله الثاني، ومن زاد في الحديث لفظه ثلاث فقد وهموه لأن الصلاة ليست من أمور الدنيا فالمخصوص بحبه من أمر الدنيا إثنان النساء والطيب وهما بالنسبة إليه دين لا دنيا ولهذا قال: من دنياكم ولم يقل من دنياي ولا من الدنيا، فأشار بهذه الإضافة إلى أنهما من دنيا الناس لأنهم يقصدونهما للاستلذاذ وحظوظ النفس وهو صلى الله عليه وسلّم منزه عن ذلك، إنما حبب إليه النساء لينقلن عنه محاسنه ومعجزاته الباطنة وأحكام الشريعة التي لا يطلع عليها الرجال غالباً وللقيام بأودهن وليتشرف أصحابه بمصاهرته وغير ذلك من الفوائد الدينية، وحبب إليه الطيب لملاقاته الملائكة وهم يحبونه ويكرهون الريح الخبيثة، ولهذا امتنع من أكل الثوم ونحوه لأجل أن جبريل يأتيه، وقد ورد

الصفحة 256