كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 257 """"""
في الملائكة أنهم لا يأكلون ولا يشربون ولكن يجدون الريح.
مسألة : قوله صلى الله عليه وسلّم للجارية التي دعته لحاجتها : ( اجلسي في أي سكك المدينة شئت أجلس إليك ) هل أجلس بالجزم أم بالرفع أم بالوجهين ؟.
الجواب : المعروف في هذا وأمثاله الجزم وبه ورد القرآن قال تعالى : ) قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ( والأشهر في توجيهه أنه جواب شرط محذوف.
مسألة : قول الخزرجية :
إذا استكمل الإجزاء بيت كحشوه
عروض وضرب ثم أو خولفت وفا
علام رفع قوله عروض وضرب ؟.
الجواب : عروض مبتدأ وضرب عطف عليه والجار والمجرور وهو كحشوه الخبر وتقديمه هو الذي سوغ الابتداء بالنكرة والتقدير كالحشو في الاستكمال العروض والضرب.
مسألة : في قوله صلى الله عليه وسلّم فيما رواه البخاري : ( لو كان ذاك وأنا حي فأستغفر لك ) هل لفظ فأستغفر بالنصب أو بالرفع ؟.
الجواب : هو بالنصب بتقدير أن بعد الفاء في جواب لو وهي للتمني لا للشرط على حد قوله تعالى : ) فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ( ولا يصح كون ( لو ) في الحديث للشرط لوجوه : أحدها : أن هذا إخبار عن مستقبل ( لو ) إنما تقع شرطاً في المضي وإذا وقع المضارع بعدها أول بالمضي. الثاني : أن لو الشرطية لا يقع جوابها مضارعاً بل ماضي اللفظ والمعنى. الثالث : أن جواب الشرط إذا كان مضارعاً لا يجوز اقترانه بالفاء بالإجماع فعلم بذلك كله أن لو هنا للتمني لا للشرط.
مسألة : في إعراب تركيب وقع في بعض الكتب نصه ولا يمكن الوارث أخذها ؛ هل الوارث مرفوع على الفاعلية وأخذها بالنصب على المفعولية أو بالعكس ؟.
الجواب : الوارث هو المفعول المنصوب وأخذها هو الفاعل المرفوع لا يجوز غير ذلك ، ومن عكس فهو عارض من علم العربية بالكلية وذلك مأخوذ من قاعدة قررها أهل النحو واتفقوا عليها منهم الزجاجي في الجمل ، وابن هشام في المغني فقالا : إذا اشتبه عليك الفاعل من المفعول فرد الاسم إلى الضمير ، فما رجع إلى ضمير المتكلم المرفوع فهو الفاعل ، وما رجع إلى ضميره المنصوب فهو المفعول ، وقال ابن هشام : تقول أمكن المسافر السفر بنصب المسافر لأنك تقول أمكنني السفر ولا تقول أمكنت السفر انتهى ، وكذلك التركيب المسئول عنه لو رجعت الوارث إلى الضمير لقلت في التكلم ولا يمكنني أخذها وفي الخطاب ولا يمكنك أخذها وفي الغيبة ولا يمكنه أخذها ، فالضمائر كلها منصوبة وأخذها هو الفاعل ، وكذا الوارث الواقع موقعه ، ومن ظن أن الوارث هو الفاعل لكونه من ذوي العقل دون الأخذ فهو في غاية الوهم ، كيف والإمكان وعدمه إنما هو متعلق بالأخذ لا بالوارث ، ومن نظائر ذلك قوله تعالى : ) كمثل غيث أعجب الكفار نباته (

الصفحة 257