كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 261 """"""
لا يحذف معهما من حروف الجر ، إلا ما دل عليه الفعل السابق لكونه يعدي بذلك الحرف فيقال مثلاً : عجبت أن تقوم فيقدر من لأن عجبت يتعدى بمن ، وفرحت أن تقوم فتقدر الباء لأن فرح يتعدى بالباء ، ورغبت أن تجيء فيقدر في لأن رغبت يتعدى بفي ، وهذا البيت فيه من الأفعال يخاف وهو إنما يتعدى بمن لا بإلى ومن المعدية له موجودة فلا يجوز تقدير إلى فيما بعده لأن الفعل لا يدل عليها ، وهذه قاعدة نفيسة ينبغي أن تحفظ.
مسألة :
يا عالماً فاق أهل العصر والأثر
وزان أهل النهي في الخبر والخبر
هل لام يطلع مضموم ويضبطها
بذاك ذاكرها في البدو والحضر
أو ينصبوها وضم اللام ذا خطأ
كما نفوه شخص من أولي الفكر
وما تحقق من قول الذين مضوا
وصنفوا كتباً في الصرف للبشر
لا زال مجدك محروساً بأربعة
بالعز والنصر والإقبال والظفر
الجواب :
الحمد لله مزجي السحب بالمطر
ثم الصلاة على المختار من مضر
بالضم يطلع منقول وشاهده
تطلع على قوم المقروء في الزبر
مسألة :
يا عالماً زاده رب العلا شرفاً
على رجال سموا بالفضل والأدب
هل رسم أرجو وأشباه لها كتبوا
بالواو مع ألف أمضوه في الحقب
أو واوها آخراً فاكشف لنا كرباً
لا زلت تنجدنا في السلم والحرب
الجواب :
الحمد لله حمداً دائماً أبدا
ثم الصلاة على خير الهدى العربي
ما كان فعلاً لفرد ما به ألف
وفعل جمع به زد هذه تصب
مسألة : خطيب قال في خطبته : والله لتشربن كأساً أمالت الرؤوس ودقت عنقاً قالها بضم الدال فاعترضه معترض وقال إنما هي بفتح الدال مبني وعنقاً مفعول.
الجواب : الخطيب مصيب والمعترض مخطىء ، ودقت بضم الدال مبني للمفعول ، وعنقاً تمييز محول عن النائب عن الفاعل وكان الأصل أمالت الرؤوس ودقت أعناقها ، فلما حول أسند دقت إلى ضمير الرؤوس وانتصب ما بعده تمييزاً فأفرد كما هو من قواعد التمييز ويوهي كونه بالفتح ونصب عنقاً مفعولاً الذي جنح إليه المعترض كون العنق بصيغة الإفراد والكأس لم تدق عنقاً واحدة بل دقت أعناقاً كثيرة كما أمالت رؤوساً كثيرة فذكر العنق بالإفراد على أنها مفعول في مقابلة الرؤوس التي هي جمع ركيك.

الصفحة 261