كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 262 """"""
مسألة: حديث: (كما تكونوا يولى عليكم) لم حذفت النون من تكونوا دون ناصب وجازم؟.
الجواب: هذا الحديث روي هكذا بلا نون في شعب الإيمان للبيهقي وغيره، وقد خرج على ثلاثة أوجه: أحدها: أنه على لغة من يحذف النون دون ناصب وجازم كقول الشاعر: أبيت أسري وتبيتي تدلكي. وخرج على هذه اللغة من الحديث قوله صلى الله عليه وسلّم: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا). الثاني: وهو رأي الكوفيين، والمبرد أنه منصوب أورده شاهداً على مذهبهم أن كما تنصب وعدوها من نواصب المضارع وهو مذهب ضعيف. والثالث: أنه من تغييرات الرواة.
مسألة: قول الموثقين زوجاً باب ما مدلول هذا اللفظ؟.
الجواب: مدلوله كمدلول مصراعي الباب وهما الفردتان المركبتان عليه، قال في الصحاح: الزوج خلاف الفرد وكل منهما يسمى زوجا يقال هما زوجان للاثنين وهما زوج كما يقال هما سيان وهما سواء، وتقول اشتريته زوجي حمام وأنت تعني ذكراً وأنثى، وعندي زوجا نعل وقال تعالى:) من كل زوجين اثنين (.
مسألة: في إعراب تركيب وقع في بعض الكتب نصه يقتضي بالشفعة دافعاً عهدتها الدفع إلى ذي اليد هل دافعا حال من الفاعل وهو الدفع أو من النائب عنه وهو بالشفعة؟.
الجواب: الوجه إعرابه حالاً من النائب عن الفاعل وهو بالشفعة لا من الدفع الذي هو فاعل إسم الفاعل وهو دافع، والذي ذكر أنه حال منه إنما هو تفسير معنى لا تفسير إعراب، وتفسير المعنى يتسمح فيه من غير مراعاة ما تقتضيه الصناعة الإعرابية، والذي تقتضيه الصناعة قطعاً هو كونه حالاً من بالشفعة وإن كان في المعنى إنما هو صفة للدفع فهو حال سببية جارية على غير من هي له كالصفة السببية والخبر السببي فهو كقولك: جيء بهند ضارباً أبوها عمراً، فضارباً حال من بهند لا من أبوها الفاعل به وإن كان في المعنى له، ونظيره في الصفة: مررت بامرأة ضارب أبوها عمراً، وفي الخبر هند ضارب أبوها عمراً، فضارب صفة لامرأة لا لأبيها وخبر عن هند لا عن أبيها وإن كان في المعنى إنما هو للأب، وتفكيك العبارة يقضي بالشفعة حال كونها دافعاً عهدتها الدفع إلى آخره، ولو أعرب حالاً من الدفع لكان حقه التأخير، وحينئذ يصير التركيب يقضي بالشفعة الدفع إلى ذي اليد دافعاً عهدتها وهذا تركيب مفلت غير ملتئم، وأعجب من ذلك أن يظن أن دافعاً حال من الدفع وهو فاعل به وفي ذلك محذوران من جهة العربية أحدهما: أنه باعتبار كونه حالاً منه حقه التأخير عنه، وباعتبار كونه عاملاً في الدفع الفاعلية حقه التقدم عليه وهذان أمران متناقضان. الثاني: أن اسم الفاعل هنا وهو دافع إنما سوغ عمله الفاعلية والمفعولية كونه حالاً كما تقرر في العربية أنه إنما يعمل في مواضع مخصوصة منها كونه حالاً، فلا بد أن

الصفحة 262