كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 264 """"""
فتعريفه إما على حد تعريف الحال في قراءة من قرأ) ليخرجن الأعز منها الأذل (أو التمييز في قوله: وطبت النفس يا قيس عن عمرو. لكن يحتاج إلى ثبوت أن النحاة يجيزون وقوع المعروف بعد حبذا قبل مخصوصها أو بعده وهو شيء لم يصرحوا به.
مسألة: في قول بعض الشعراء:
خذوا قودي من أسير الكلل
فوا عجباً من أسير قتل
هل المراد به الجفون؟.
الجواب: الكلل هنا جمع كلة وهي ستر مربع، وقال الهروي: هو ستر رقيق يخاط كالبيت ويطلق أيضاً على الهودج والصوامع والقباب، ولا يصح إرادة الجفون هنا لأن الشاعر أراد بالأسير هنا المرأة المخدرة المحجوبة ولا يصح أن تكون أسيرة لجفونها وإنما أسير جفونها هو الشاعر نفسه:
مسألة:
يا من غدا بمراح الصرف مشغولا
وحاز ما فيه منقولاً ومعقولا
ما الراح سابق رحراح بخطبته
أفده من لغة بقيت منقولا
موافقاً قال الشروح فكم
من فاضل صار بالإفضال مشمولا
وقوله قيل مردوفاً بآخره
بأجوف في بناء الفعل مجهولا
فإن معلومه قد صرفوه إلى
حد ويقصر ذا عن حده طولا
في بادىء الرأي يا من لا نظير له
ومن يرى عن خفايا العلم مسئولا
لا زلت في نعمة تبدي العلوم لمن
بالحق يعلم ما تبديه منقولا
الجواب:
لله حمداً أتى بالذكر مشمولا
من مخلص لا يرى بالغش معلولا
ثم الصلاة على الهادي وعترته
وصحبه الغر والتسليم منحولا
الراح لفظ أتى في النقل مشتركاً
له معان حكاها ذو يد طولى
منها الأراضي ذوات الاستواء بها
نبت رأيناه في القاموس منقولا
وقيل صرفه كالمعلوم لا حذر
كالكلمتان أيا أهل النهي قيلا
لا زال فضلك منشوراً بلا كدر
مؤيداً برداء العز مشمولا
مسألة: ما قولكم في جواب قول القائل؟:
يا بحر علم طافح رأينا
مقرونة بالغسل في المنهاج
بالرفع مضبوطاً لمنشيه وقد
جوز فيه النصب للمحتاج

الصفحة 264