كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 267 """"""
إليه فاستتر الضمير غفلة عظيمة عن قواعد العربية فإن أفعل التفضيل لا يرفع الظاهر أصلاً إلا في مسألة الكحل، وهذا المثال ليس من ضابطها بالإجماع فبطل هذا القول بلا نزاع والله تعالى أعلم.

ألوية النصر في خصيصي بالقصر
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة: قرأ قارىء عليّ في ختم كتاب الشفا بالخانقاه الشيخونية قوله: ويخصنا بخصيصي زمرة نبينا وجماعته فقرأها بخصيصي بالياء الساكنة آخرها على أن الكلمة مثناة مضافة لما بعدها فرددت عليه وقلت له: قل بخصيصي أعني بألف القصر وذلك بحضرة شيخنا الإمام العلامة محيي الدين الكافيجي فقال الشيخ: نعم بخصيصي يعني بالألف فقال القارىء المذكور: فيها الوجهان فقلت: ليس فيها إلا وجه واحد فذهب فكتب صورة سؤال وأخذ عليه خطوط جماعة بتصويب ما قاله وهم الشيخ أمين الدين الاقصرائي، والشيخ زين الدين قاسم الحنفي، والشيخ سراج الدين العبادي، والحافظ فخر الدين الديمي، والمحدث المؤرخ شمس الدين السخاوي، فجمعت نقول أئمة العربية واللغة وأرسلتها إلى الجماعة المذكورين ما عدا السخاري فعرفوا الصواب في ذلك ورجعوا عما كتبوه أولاً وكتبوا ثانياً بتصويب ما قلته بالألف المقصورة فذهب القارىء إلى السخاوي يستنجد به فكتب له على سؤال آخر كتابة طويلة عريضة مضمونها أنه لا يرجع كما رجع هؤلاء وأن مستنده في ذلك أن عنده نسخة من الشفا صحيحة قرئت على شيوخ عدة وفيها صورة السكون مرقومة بالقلم على الياء فقلت كفى بهذا الكلام جهلاً ومن هذا مبلغ علمه فهو غني عن الرد عليه.
أطبقت أئمة اللغة والعربية على أخصيصي بألف القصر وقد تمد شذوذاً فيقال خصيصاء مصدر بمعنى الخصوصية يقال خصه بالشيء خصوصاً وخصوصية وخصيصي وخصيصاء في لغة وخاصة نصى على ذلك سيبويه في كتابه، والسيرافي في شرحه، والقالي في كتابه المقصور والممدود، والفارابي في ديوان الأدب، وابن فارس في المجمل، ونشوان الحميري في شمس العلوم، وابن دريد في الجمهرة، والجوهري في الصحاح، وابن سيده في المحكم، والخفاف في شرح الجمل، وأبو البقاء العكبري في اللباب، والزمخشري في كتاب المصادر، والعبسي في الخلاصة، والصغاني في العباب، وابن عصفور في الممتع، والأزدي في الدرر، وابن مالك في منظومته وشرحها، وابنه في شرح الألفية وفي شرح لامية الأفعال، وأبو حيان في شرح التسهيل، وابن هشام في التوضيح. وابن جابر في منظومته، والفيروزباذي في القاموس وخلائق، ومن نظائرها الحثيثي، والخطيبي والدليلي، والزليلي، والمكيثي في ألفاظ عدة ولم يرد خصيص البته حتى يقال في تثنيته خصيصان، وقد عقد ابن دريد في الجمهرة باباً لفعيل وفعيلي فذكر ما جاء منهما ثم قال بعد ذلك ليس

الصفحة 267