كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 272 """"""
هو مفعول مطلق لا يقال ضربت زيداً يضرب في موضع ضربته ضرباً، ثم قال: وبمقدار ما يرضاه وبثقل عرشه ومقداره وبمقدار كلماته وهذا كله يبطل القول بأنه منصوب على المصدر ويؤول إلى نزع الخافض أو الظرفية، فإن النصب على الظرفية ونزع الخافض متقاربان، فإن الظرف منصوب على إسقاط الخافض الذي هو في غير أنه باب مطرد والنصب بنزع الخافض في غير الظرف غير مطرد فاتجه بذلك أنه منصوب على الظرف بتقدير قدر، وقد صرح بذلك الخطابي في معالم السنن. [فقال] قوله: ومداد كلماته أي قدر ما يوازنها في العدد والكثرة. وقال ابن الأثير في النهاية: ومداد كلماته أي مثل عددها، وقيل قدر ما يوازنها في الكثرة عيار كيل أو وزن أو ما أشبهه، وهذا تمثيل يراد به التقريب انتهى فأشار بقوله مثل إلى المصدر أو الوصف، وبقوله وقيل قدر إلى الظرف، وقال الشيخ أكمل الدين في شرح المشارق: قوله عدد خلقه أي عدداً كعدد خلقه، وزنة عرشه أي بمقدار وزنه، ورضا نفسه أي غير منقطع، فأشار إلى أن لكل واحدة إعراباً على حدة: الأولى مصدر، والثانية ظرف، والثالثة حال، ولا شك أن تساوي الكل في الإعراب حيث أمكن أولى وتقدير قدر في كل منهما صحيح فاتجه نصب الكل على الظرف بتقدير قدر. فإن قيل: لم يصرح أحد بأن قدر انتصب على الظرف. قلت: ذلك لعدم اطلاعك في أمهات الكتب، وقد صرح الخطيب التبريزي، والمرزوقي كلاهما في شرح الحماسة في قول الشاعر:
فسايرته مقدار ميل وليتني. وفي قوله:
هل الوجد إلا أن قلبي لو دنا
من الجمر قيد الرمح لاحترق الجمر
بأن نصب مقدار وقيد كلاهما على الظرف وقيد بمعنى قدر قال ابن شمعون في شرح الإيضاح في قول الفرزدق:
ما زال مذ عقدت يداه إزاره
فسما فأدرك خمسة الأشبار
يجوز نصب خمسة الأشبار نصب الظرف بسما بتقدير مضاف أي سما مقدار خمسة الأشبار، وقال جماعة في حديث أن موسى سأل ربه أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر: أن رمية نصب على الظرف بتقدير قدر أي قدر رمية بحجر، وقال الطيبي في شرح المشكاة في حديث فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها: سبعين ضعفاً قوله: سبعين مفعول مطلق أو ظرف أي تفضل مقدار سبعين وقال أبو البقاء في حديث: من فارق الجماعة شبراً هو منصوب على الظرف والتقدير قدر شبر وقال الطيبي في حديث: (من تقرب إليّ شبراً تقربت منه ذراعاً ومن تقرب إليّ ذراعاً تقربت منه باعاً): شبراً وذرعاً وباعاً في الشرط والجزاء منصوبان على الظرفية أي من تقرب إليّ مقدار شبر، وقال أيضاً في حديث: من ظلم شبراً من أرض: المفعول به محذوف وشبراً يجوز أن يكون

الصفحة 272