كتاب الحاوي للفتاوي ـ العلمية (اسم الجزء: 2)

"""""" صفحة رقم 277 """"""
الثانية : في فإنها تقع حرف جر واسماً بمعنى الضم في حالة الجر كقوله صلى الله عليه وسلّم : ( حتى ما تجعل في في امرأتك ) وفعل أمر من الوفاء باشباع. وقوله : وأي شكل إلى آخره هذا أمر يتعلق بعلم المنطق وهو علم حرام خبيث لا أخوض فيه. وقد سئل الشرف ابن المقري بأسئلة نظم فيها :
وما عكس السوالب يا مرجي
أي الجزئي منها في النظام
فأجاب عن الأسئلة بيتاً بيتاً وقال في هذا البيت :
وعن عكس السوالب لا تسلني
فذاك مقدم العلم الحرام
قوله : وأي بيت على بحرين منتظم هذا نوع معروف من أنواع البديع يسمى التشريع أول من أخترعه الحريري وهو أن يكون البيت مبنياً على بحرين وقافيتين يصح الوقوف على كل منهما كقوله :
يا طالب الدنيا الدنية إنها
شرك الردى وقرارة الأكدار
دار متى ما أضحكت في يومها
أبكت غداً بعداً لها من دار
فإنه يصح أن يقول :
يا طالب الدنيا إنها شرك الردى
دار متى ما أضحكت في يومها أبكت غدا
قوله : وأي ميت إلى آخره الظاهر أنه أراد به ما في قوله تعلى : ) وكنتم أمواتاً فأحياكم ( أي نطفاً في الأصلاب فأطلق عليها الموت مع عدم وجود روح فيها خرجت منها. قوله من عد من أمراء المؤمنين إلى آخره هو أسامة بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلّم أمره على جيش فيه أبو بكر ، وعمر فلم ينفد حتى توفي صلى الله عليه وسلّم فبعثه أبو بكر إلى الشام وكان الصحابة في ذلك السفر يدعونه أمير المؤمنين ، وروينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان إذا رأى أسامة بن زيد قال : السلام عليك أيها الأمير فيقول أسامة : غفر الله لك يا أمير المؤمنين تقول لي هذا فيقول : لا أزال أدعوك ما عشت الأمير ؛ مات رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنت علي أمير ولم يكن أسامة من قريش بل من الموالي قوله : من باتفاق إلى آخره من فيه استفهام نفي أو إنكار ، وكذا من قال : إن الزنا والبيتان بعده أي لم يقل ذلك أحد كذا رأيت صاحب النظم الشيخ تاج الدين السبكي فسره في بعض تعاليقه وجوز في قوله من قال : إن الزنا من مبتدأ خبره غير مغتفر أي لا يغتفر له هذا القول بل يؤاخذ به ، قوله : من أبصرت إلى آخره أراد بهذا ما رواه الحاكم في تاريخ نيسابور بسنده إلى عبد الله البوشنجي عن أبي عبد الله بن يزيد الدمشقي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : رأيت ببغداد صنماً من نحاس إذا عطش نزل فشرب قال البوشنجي : ربما تكلمت العلماء على قدر فهم الحاضرين تأديباً وامتحاناً فهذا الرجل ابن جابر أحد علماء الشام ومعنى كلامه أن الصنم لا يعطش ولو عطش نزل فشرب فنفى عنه النزول والعطش. قوله : وما اللفيف إلى آخره قال ابن الأثير في النهاية : قال معاوية للأحنف بن قيس وهو يمازحه ما الشيء الملفف في

الصفحة 277